الخناق زاد ضيقا

يبدو أن الزيادة في سرعة حركية الجزائر الجديدة والمنتصرة أحرجتْ كثيرا ممن تَبَقَى من الذين يعيشون بإيقاع اللف والدوران والإشهار المزيف و بيع الكلام المسموم من أجل زرع الفتنة و الكراهية في المجتمع و تفرقته وإخفاء الحقيقة التي تكشف مؤامراتهم. حيث بات أمرهم يزداد وضوحا للعيان و لم يعد خطابهم يقنع و يدغدغ الرأي العام.
فما يشاهده و يسمعه المواطن الفطن في كل ما تقوم به السلطة من الشروع في برنامج ما بالتقدم أو بالتعديل للمخططات أو الطاقم الحكومي، يؤلم و يُعجز هذه الفئة التي إنكشف أمرها من خلال التعليقات و التحليلات المستوردة من الأجداد الذين لم يجدوا إلا النباح في البراري أو كما يقول المثل المحلي " الراعي إن لم يعلق على الفارس يموت بعلته" فكلما تتقدم البلاد نجد رائحة الصهيونية تفور من هنا و هناك. تارة يتكلمون عن كفاءة و وطنية الرجال و النساء مختارين لتسيير القطاعات الوزارية و تارة عن المشاريع الكبرى للضغط و زرع التذبذب لطمس و نشر الشك في أوساط المواطنين و الشباب المراهقين و المغرر بهم بالمظاهر و الوعود الغربية التي أصبحت معروفة بالأبواق المغرضة عند العام و الخاص.
ما زالت بلدنا لم تتخلص من كابوس الكلام و التصريح الكاذب و البهتاني للتشويش الذي ما عاد له جدوى في محيطنا. فالبلاد وصلت بفضل وعي مواطنيها إلى وضعية و مكانة في الستة السنوات الأخيرة و ما ينتظر منها من طموح مقارنة بما كانت عليه قبل 2020 من الجانب الاقتصادي والأمني و بناء البنية التحتية في القارة من وقائع ملموسة. فنجد هؤلاء الذين ينتقدون علانيا بالتركيز على التسيير عبر وسيلة التواصل الوحيدة التي بقيت لهم كأنهم فرقة تهريج لا غير بدون مصداقية بل زاد ذلك في الوعي الجماعي للمواطنين و كشف المكيدة المستوردة.
إن نفسية المجتمع الجزائري في هذه العهد الثانية ، أصبح يسود عليها الإطمئنان و التأكد مما وعد به من قبل و سادها إقتناع تام و أمان إتجاه السلطة إلا من بعض المخالفات من جذورالإستعمار، كما يلاحظ من خلال الشارع الشاب و هذه كعينة أنه يتطلع إلى تنظيم حملة وعي و تكثيف صف المجتمع المدني أكثر من بناء البنية التحتية، هذا في إعتقادي مؤشر هام في حياة المواطن بضمان إستمرارية الدولة و تعزيزها، أما الفئة الأخرى أي الكهول تتمنى إستمرارية المنهاج و تدعيم البطانة الصالحة. هذا شبه سبر أراء ملاحظ في مناطق داخل الوطن التي لم يسمع لها كما ينبغي في كامل متطلبات المجتمع عامة.
نستخلص من الصورتين، أنه إذا كانت درجة الوعي عند أمة ما عالية، فيسهل على كل مخطط تنموي تنفيذه والإستفاذ منه و من هنا استوجب على المرصد المدني و قطاع الثقافة إنشاء مخطط بعنوان "ثورة وعي المواطن" و إلزام التنسيق و التسهيل و المساعدة من القطاعات الأخرى عامة و التعليم و شؤون الدينية بالخصوص للشروع فيه كأولوية. كنت قد أشرت و ركزت إلى جانب وعي المواطن الجزائري كعمل قاعدي فيما سبق. و في نفس السياق يجب على مواطن هذه المناطق أن يستدرك و يثمن و يقدرجهود الدولة، إن ما وصلت له التغطية لهذه المناطق في التنمية لم نشهده من قبل في العهدتين. و من جهة أخرى يجب أن يتماشى مع سلوك السلطة اتجاه المعاملة و المبادلة مع دول المجاورة و الإفريقية التي تحققت فيما تريده بلادنا لقارتنا من حسن الجوار و المساعدة و الإستفادة من الثروات في السوق الإفريقية المشتركة أين يساهم المجتمع الجزائري في هذا الصدد.
قرار المسعود