الجمعة
2025/12/19
آخر تحديث
الجمعة 19 دجمبر 2025

المقاومة في ودان: الحاضر الغائب

منذ 11 ثانية
المقاومة في ودان: الحاضر الغائب
طباعة

هالتني الفقرة الأولى من خطاب الرئيس، حين ترحّم على شخصيات سياسية حضرت معه في النسخة السابقة من مهرجان ودان، (كانْ حاميدو بابا ولوليد ولد وداد )في مسحة أخلاقية وإنسانية تُحسب له، وتدلّ على دقّة انتباهه ووفائه لمن يحضروا لأجله . وقد هالني بنفس القدر حضورنا لأجله ، ومع ذلك تنتهي جولته دون أن يمرّ بنا أو نحصل على ردّ جميل، وكأن المقاومة خارج جدول الذاكرة الوطنية.
كان يكفي، لتخفيف وعثاء السفر، أن نعود وقد أوصلنا للرئيس – للمرة الرابعة ولو من دون جدوى – شكوانا ممّا يحيق بالمقاومة من تجاهلٍ ممنهج، ونسيانٍ متكرر، وطمسٍ متعمّد، ودفعٍ بها إلى خانة «اللا-تاريخ».
في وقت تشهد فيه الدولة ديناميكية واسعة شملت معظم القطاعات، من الأدب الحسّاني إلى البولاري والفولكلوري، بينما ظلت مقاومته وحدها خارج هذا الحراك، وكأن تضحيات الآباء ورمزيتها عبءٌ على الذاكرة الرسمية لا ركيزة من ركائز الوطن.

و الأدهى من كل ذلك أنّه ليس بمقدرونا القول أن الرئيس ينساها او يتجاهلها وهو الذي يستحضرها بتمجيد واهتمام بالغين في خطاباته،بل كونها تُقصى في السياسات والمناسبات بحضرته . وهو تناقض لا يُفَسَّر إلا بخللٍ عميق بين قول الرئيس وفعل الحكومة .

فهل من تفسيرٍ لذلك لعلنا نعود على الأقل بعذر لم كان ينتظر أخبار هذه المشاركة ؟

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار