محمد ولد محمد الحسن: ثلاث مقترحات عملية لتمديد الزخم المدني في خطاباتكم الأخيرة في ولاية الحوض الشرقي
رسالة مفتوحة
إلى فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
والي الرأي العام الوطني
الموضوع :
ثلاث مقترحات عملية
لتمديد الزخم المدني
في خطاباتكم الأخيرة
في ولاية الحوض
الشرقي
يظهر لنا ، فخامة الرئيس ، ان الرابط القبلي حاليا في طريق الاضمحلال ، بلا حنين ولا رجعة ، (في أعقاب التصريحات الأخيرة لفخامتكم).
غير ان هناك سؤالاً جوهرياً يظل مطروحا : بأي حافز إيجابي وبنّاء يمكن أن نستبدله في الميدان السياسي ، ما دامت الساحة العامة حالها كحال الطبيعة التي تأبى الفراغ ؟.
فلنكن يقظين ، ونثور على الميدان عبر الثقافة والمواطنة . ولنحرص على ألّا يندس في الفراغ الذي يخلّفه تراجع القبلية ، كل من التعصّب ، والطائفية ، والعنصرية ، والارتزاق السياسي ، أو النزعات المافيوية . فذلك سيكون تراجعا مأساويا ، وانتكاسة لا يمكن لضميرنا الوطني أن يقبل بها . لأنه إذا تراخى الرابط القبلي ، وجب أن نستبدله برابط أسمى : رابطة المواطنة الواعية ، والاستحقاق ، والعدالة ، وخدمة الصالح العام .
فخامة الرئيس
لقد حان وقت بذل جهدٍ وطنيٍّ كبير في ميدان التربية ، والتوعية ، والتعبئة الوطنية ؛ جهد يرقى إلى مستوى الوعود التي حملها خطابكم المدني والوطني ، في الحوض الشرقي
ذاك البيان الذي طال انتظاره ! .
إن الوفاء لهذا الالتزام ، يقتضي عملا جماعيا شاملا ، يُدار بإيمان وثبات ؛ ويحظى بتأييد الدولة كلها .
طبعا مثلُ هذا المسار سيشكل - بلا شك - مرحلةً حاسمة في التاريخ السياسي والأخلاقي لأمتنا .
وفي هذا السياق ، اسمحوا لي أن أعود عشرين عاما إلى الوراء .
أذكر أني في إبريل 2005 قد تقدّمتُ باقتراحٍ لإنشاء إذاعة وطنية ، تقتصر حصريا على تقديم برامج متخصصة في ميداني التربية المدنية والوطنية.
فعلا ، قد تبنّى المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية (CMJD) الفكرة بحكمة وبصيرة ، وأسند تنشيطها إلى الأستاذ الفاضل والحكيم عبد القادر حماد . ويومها لقيت هذه المبادرة ترحيبا واسعا ، لما حملته من بعدٍ تربوي وصدقٍ في التوجّه . لكنها توقفت للأسف ، كما توقفت مدارس محو الامية أيضا . قراران مؤسفان ، لا تزال آثارهما السلبية ملموسة ... إلى اليوم .
وأتمنى أخيرًا ، أن تعيدوا الاعتبار لهاتين المبادرتين. فهما ركيزتان أساسيتان لنهضة وطنية حقيقية ؛ وحبذا لو تضاف اليهما فكرة إعطاء دروس مكثفة في الفترة المسائية ، تُوجَّه بالدرجة الأولى للموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة ؛ وللقطاع العام بهدف تقوية قدراتهم الثقافية والمهنية . وسيشكل هذا الإجراء -عبر الثقافة والمعرفة والتكوين التكميلي- ثورة نافعة للوطن ، وللشباب ، ولهذا العهد ... بل وايضا لِما بعده .
ذلك أن خطاباتكم الأخيرة ، قد تكون مقدّمة وبداية عهد جديد تُستبدل فيه الولاءات بالـمواطنة ؛ ويعود فيه العلمُ ، ليكون الثروةَ الوطنية الأولى .
محمد ولد محمد الحسن
رئيس معهد 2Ires
11/11/2025



