الأحد
2025/11/9
آخر تحديث
الأحد 9 نوفمبر 2025

رئيس معهد مدد راس: علينا جميعاً أن ننظر بوضوحٍ وواقعية إلى حدودنا المشتركة

منذ 28 دقيقة
رئيس معهد مدد راس: علينا جميعاً أن ننظر بوضوحٍ وواقعية (…)
طباعة

رسالة مفتوحة

* ملاحظة تمهيدية:

تحمل هذه الرسالة المفتوحة في طياتها أهمية استثنائية ، يفرض نشرها على نطاق واسع ، تكرس فيه روحٍ المسؤولية والشفافية .

كما يُستحسن أن يتجنب مكاتب الرؤساء فرض أي حظر أو حجز عليها ، حتى لا تكون سببًا في سوء فهمٍ أو خسارةٍ جماعية .

فالحقائق التي تُخفى باسم الحذر ، تنجم عنها عاجلًا أو آجلًا ، أزماتٍ يُضطر مواجهتها في ظروفٍ استعجالية .

فلْيطلع أصحاب القرار على هذه السطور بعناية ، وليتصرفوا بشجاعة قبل فوات الأوان .
**
.نص الرسالة :
إلى أصحاب الفخامة
. السادة رؤساء دول منطقة الساحل ،
. فخامة السيد إيمانويل ماكرون ، رئيس الجمهورية الفرنسية،
. السادة الأمناء العامون للاتحاد الإفريقي ولمنظمة الأمم المتحدة،
• تحت رعاية فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية

أصحاب الفخامة

اسمحوا لي بداية ، أن أوضح أن اختيار المرسل إليهم ، من طرف هذا المواطن الموريتاني المتواضع ، لم يكن وليد الصدفة ؛ بل هي خطوة مدروسة بعناية ، تكرارها مقصود ، وتاريخها مسجل من أجل الذاكرة والتاريخ .

سبق وأن وافيتكم برسالة مؤرخة في 16 مارس 2021 ، نبّهتُ فيها فخاماتكم إلى المخاطر الجسيمة التي كانت تتهدّد آنذاك ، دول الساحل والمنظمة المسماة "مجموعة الخمس في الساحل" G5 Sahel .
عرضتُ حينها الخطوط العريضة لاستراتيجية وقائية ، إضافةً إلى مجموعة من التدابير الاستباقية ، الواجب تنفيذها .

وللأسف ، بعد أسابيع أو أشهر قليلة ، وقع ما كنت أخشاه ؛ إذ لم تُتخذ محاولات المعالجة إلا بعد فوات الأوان ، ( بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي ، ثم الانقلابات المتتالية التي زعزعت المنطقة ) . وحصلت إلتفاتة متأخرة لأفكار كنتُ قد اقترحتها سلفاً ، مثل الدعوة إلى الحوار الشامل ، أو الوساطة الدولية . وبفضل الله تعالى ، وبفضل شجاعة شعبنا وحكمة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، كانت موريتانيا الاستثناء المبارك . فقد نجت من موجة الانقلابات ، ومن تمدد الجماعات المسلحة الناشرة للرعب والفوضى في منطقتنا الفرعية .

أصحاب الفخامة

أتناول اليوم القلم من جديد ، لأذكّر بما سبق ،
وأؤكد بنفس القناعة ، أننا نحن الموريتانيون ، قد لا نظلّ الاستثناء في المنطقة ، إذا لم تبادر المجموعة الدولية -دون تأخير - إلى دعم بلدنا ورئيسه وشعبه .

علينا جميعاً أن ننظر بوضوحٍ وواقعية إلى حدودنا المشتركة ، مع ما كان يُعرف بجمهورية مالي . فمؤسسات تلك الدولة الشقيقة باتت منهارة ، والفوضى المنظّمة آخذة في الترسخ هناك ، إيذانا بمرحلةٍ لن يسود فيها دين ، ولا قانون في ذلك الإقليم الشاسع .

إن العواقب والانعكاسات والتداعيات الجانبية لمثل هذا الانزلاق ، تستوجب الانتباه والحذر ، ليس فقط من السلطات الموريتانية ، بل من جميع الدول المعنية باستقرار منطقة الساحل وأمن القارة الإفريقية ؛
فبلادنا هي " همزة الوصل" الطبيعية ، والجسر الرابط بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء ، وبين أوروبا والعالم . وأيّ زعزعة لاستقرارها ، ستكون لها آثار يصعب تقدير مداها ! .

أصحاب الفخامة

لن أطيل هذه المرة في عرض الحلول العملية . وما يهمني اليوم ، هو دعوة كلّ طرف إلى تحمّل مسؤولياته ، وتسجيل الموقف مجدداً باسم الحقيقة والواجب .

وألتمس من فخاماتكم العذر في تكرار مداخلاتي هذه التي يمليها الضمير . فانا أكرّس منذ خمسة عشر عاماً - لا سيما خلال السنوات الست الأخيرة جلّ وقتي (أربع عشرة ساعة يوميا دون انقطاع ) للرصد والتحليل
الاستشرافي ، وتقييم أوضاع بلادي ومنطقتها ، بغية تنوير مواطنينا وقادتنا على حدٍّ سواء ، بكل تواضع وإخلاص .

وتفضلوا ، أصحاب الفخامة ، بقبول فائق احترامي وتقديري .

محمد ولد محمد الحسن
رئيس معهد مددراس 2Ires
مورتانيا 8 نوفمبر 2025
.***
👇
رسالة المعهد بتاريخ 16/3/2021
👇 👇
..إلى عناية أصحاب الفخامة
رؤساء مجموعة دول الساحل الخمس
السيد ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية،
السيدين الامينين العامين لمنظمتي الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
ع/ط فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
فخامة الرؤساء
أمام تسارع الأحداث في اتشاد ، وكذا في كل المنطقة الساحلية، بدا لي أنه من الأهمية بمكان، أن أطرح أمام فخامتكم ، اقتراحا أعده معهدنا ، وذلك بهدف منع انهيار النظام الأمني ولاستقرار هذه الدولة وجميع دول المنطقة؛ إذ اتشاد تمثل في الواقع، جانبا رئيسيا في عملية الأمن الراسخ والمستدام.
حسب اعتقادي ، أن إيقاف السيد إدريس دبي لحملته الانتخابية كانت خطوة مباركة ، سمحت لي أن أقدم، بكل إجلال، لفخامتكم، مشروع مسودة خارطة الطريق هذه، التي سيتم تنقيحها وفقا لتعليماتكم السامية، يمكن أن تكون مناسبة للسيد دبي اولا، ثم لمعارضيه، وذلك في إطار إستراتيجية ومقاربة تكتيكية مناسبة، تساق في بدايتها بحذر طبعا، و يتم تعزيزها بشكل طبيعي، من خلال تدابير الدعم المناسبة.
يبدو أن هذا النهج أكثر جدية، حيث تتقاعس التهديدات التي تبدو الان ، وبشكل خاص ، جد مقلقة. كما تؤكد وجوب اتخاذ إجراءات مستعجلة ، قبل أن يتفاقم الوضع، وتصبح السيطرة عليه، مستحيلة .
مقترحات خارطة الطريق
الديباجة

1 - أود أن أدافع عن اكتشاف جديد أنتجه مكتبنا، وسماه *" *إستراتيجية وقائية* " .
تعودنا في المنطقة، أن نستند فقط على استراتيجية هجومية ، أو دفاعية او مصاحبة.
ولكن في مناهجنا المختلفة ، لم تحظ الوقاية، بالعناية الكافية التي تستحقها ؛ وبالتالي ، لم تلعب الدور الذي كان من المفروض أن تقوم به ، في اي بحث فعال في هذا المجال .
يبقى الاهتمام بالوقاية امرا ضروريا ، بقدر ما هو وحده ، الكفيل بأن يجعل من الممكن تجنب الهدر ، والخسارات الفادحة لبلداننا ، ولمناطقنا ، ولقارتنا الأفريقية ، وحتى للعالم ككل.
2 - أريد أن أبرهن على أن :
- لا طريقة تطوير الديمقراطيات الكلاسيكية ،
- ولا تلك الخاصة بالديمقراطيات الانتخابية، كافية لوقف الانجراف المقلق الذي لا يحدق باتشاد فحسب بل بعدة دول ساحلية أخر .
3 - وفي هذه الحالة ، أود أخيرا ، أن أدافع عن حوار متحفظ ، وحتى سري ، وشامل بين إدريس دبي ومعارضته .
سيتم رعاية هذا الحوار من قبل فريق مؤلف من المبعوثين المفوضين من طرف G5 الساحل . وفرنسا ، والاتحاد الأفريقي والامم المتحدة..
يجب ان يؤدي الحوار بين إدريس دبي وخصومه، إلى التوقيع على اتفاق :
ا - يتعهد فيه ، جميع المترشحين بقبول النتائج ، وتهنئة الفائز عند نهاية الاقتراع.
ب - يتعهد الرئيس المنتخب ، بضم منافسيه الرئيسيين في الحكومة الجديدة ، ويفتح الإدارة العمومية أمام الأطر والفنيين من المعارضة.
والحال هذه ، لا يسع لمثل هذه الديمقراطية الشاملة او التشاركية إلا أن تغري الجميع وتسلب الباب أو عقول المتبارزين ، في الاتجاه الصحيح ، على حين غرة.
اكيد أن زعماء الأحزاب الأفارقة، وعلى رأسهم اتشاديين، وحتى الشعوب، لن يقبلوا بعد هذا ، بالإنكار والتهميش.
انهم عطشى لممارسة الحكم والمشاركة الفعلية . ولن يقبلوا -في الساحل- على ضوء الاحتباس الحراري ، أن يقدم لهم عدد زهيد من الكؤوس لارتوائهم ، وهم معرضون للحرارة المرتفعة.
كذلك، يجب :
— إطلاق حملة تحسيسية يقوم بها مبعوثون ساحليون ، وافارقة ، وامميون ، ... الخ بالتزامن مع المباحثات والوقت الكافى لتحقيق المراد.
تهدف هذه الحملة إلى تهدئة النفوس، والتأكيد على حتمية وحدة اتشاديين . وهم بالفعل محاربون مشهورون ؛ ويمكن أن يشكلوا حصنا هاما ضد الإرهاب .
انهم محاطون بدول فاشلة ( ليبيا ، السودان ، أفريقيا الوسطى )؛ لذلك من الضروري بذل جهد حقيقي لفهم الموقف والتعامل معه . يبقى على فرنسا "المنقذ" و "كبش الفداء" الابدي أن تقدم مساعدة جبارة لاستدراك الموقف . سننتهي بعده باكتشافها ، ونكون لها في النهاية ، ممتنين .
وكجزء من هذه الاستراتيجية الوقائية، ستعقد قمة استثنائية لمجموعة دول الساحل الخمس ، مفتوحة ابوابها للاتحاد الافريقي وللأمم المتحدة ولفرنسا ، عن طريق التداول بالفيديو. عندها ، سيتقرر ، في إطار الديمقراطية الوقائية ، ّتنفيذ ديمقراطية شاملة نابعة من حوار شامل .
ح - سيتم نشر قوة موحدة ، ساحلية وافريقية-اممية في تشاد، وذلك باتفاق مع هذا البلد ، لتجنب أي أعمال شغب ، واية مواجهة بين اتشاديين ، ولمنع أية اضطرابات بعد الانتخابات .
سيتم خلق قنوات إعلامية في كل من اتشاد، والخارج بصفة مدوية ، مواضيعها :
— لا مزيد من الضحايا ،
— لا مزيد من الوفيات في الساحل الافريقي ، قبل أو بعد الانتخابات.
— الكل ضد الإرهاب بدل قتل بعضهم بعضا ،
— نعم لحوار شامل ، تنتج عنه ديمقراطية شاملة ، مع حكومة وإدارة شاملة
.على الرغم من أن النهج الموصى به جديد وجدي ، وقد يجده البعض بلا شك ، مغرورا إلى حد ما، يبدو لنا انه يلائم بشكل أساسي المشاكل الأمنية الحقيقية المطروحة حاليا، وبالتالي، هو نهج واعد يقدم إجابات واعدة كحل لمشاكل لو أهملت، لا شك سيعم الدمار .
********
محمد بن محمد الحسن
المعهد الدولي للدراسات والبحوث الاستراتيجية مدد راس
موريتانيا 16/مارس /20