السبت
2025/05/17
آخر تحديث
السبت 17 مايو 2025

مدد رأس: مافيا المخدرات ومافيا الكراهية وجهان لعملة واحدة.. تشتركان في المصدر والهدف وتسعيان معًا لضرب وحدة واستقرار الدولة!

6 مايو 2025 الساعة 12 و17 دقيقة
مدد رأس: مافيا المخدرات ومافيا الكراهية وجهان لعملة (…)
طباعة

في إطار التفاعل مع العملية الأمنية الأخيرة المتعلقة بضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة المهلوسة ، يتشرف معهد مددراس بتسجيل الملاحظات التالية :

 يُثمن المعهد عالياً الجهود المبذولة من طرف الدرك الوطني ، هذا الجهاز الأمني المتقدم - الذي ما فتئ يبرهن على احترافية عالية ، وتفانٍ في أداء واجبه مشكلاً نموذجًا يُحتذى به ، في النزاهة والشجاعة والروح الوطنية .

 كما نتقدم بأسمى عبارات التقدير إلى فخامة رئيس الجمهورية وإلى الحكومة ، حيث إن هذه العملية الاستراتيجية لم تكن لتُنجز لولا توفر إرادة سياسية واضحة ، وعزيمة راسخة ، وقوة هادئة ، وعمل دؤوب تميز بها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .

ويُعد هذا الإنجاز دليلاً على الجدية في محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ، وعلى قدرة الدولة على التصدي للمخاطر المهددة لأمن وسلامة المجتمع .

ملاحظات توضيحية :

1 - بالرغم من عدم اطلاعنا على تفاصيل العمليات الأمنية أو الأسرار المرتبطة بها ، فإن المعطيات العامة تُشير بوضوح ، إلى ما يلي:

أ - إن نشاط تهريب المخدرات ازدهر خلال عقد سابق ، دون أن يُقابل بالإجراءات الرادعة المناسبة ؛ مما جعل الجميع يحتفظون بذاكرة واضحة عن هذه المرحلة .

ب - إن العملية الأخيرة لا يمكن فصلها عن سياسة أمنية متدرجة وممنهجة ، أطلقتها السلطات العليا في البلاد وأشرفت عليها بدقة ؛ وهو ما يعكس وجود خطة استراتيجية لمكافحة هذه الظواهر المخلة .

2 - أما الحملات الدعائية التي تُبث حاليًا على بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، ( والتي تستهدف تشويه صورة الدولة وأجهزتها الأمنية ) ، فلا يمكن توصيفها إلا بأنها محاولات يائسة ، تقودها جهات مشبوهة فقدت صوابها ، وتُدار من خارج الحدود ... بغرض التشويش والتحريض ! .

وفي هذا السياق ، نلفت انتباه المواطنين إلى ما يلي :

إن المواد المهلوسة التي تم ضبطها - رغم مردودها المالي المرتفع - هي أداة تستهدف تدمير المجتمع عن سبق إصرار ، خدمةً لأجندات خارجية . وهي لا تختلف - في أهدافها ومرجعياتها - عن الخطابات المتطرفة ذات الطابع العنصري أو العرقي التي تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وزعزعة الاستقرار وبث الفتنة بين فئات المجتمع ، خاصة بين الشباب .

صدقوا ، أن مافيا المخدرات ومافيا الكراهية ، هما وجهان لعملة واحدة . تشتركان في المصدر والهدف ، وتسعيان معًا لضرب وحدة واستقرار الدولة ! .

كما أن الحملات التي تستهدف أبطال مكافحة هذه الشبكات الإجرامية ، إنما تصب موضوعيًا في خدمة تلك المافيات ، سواء بوعي أو بدونه . ويصل الأمر بالبعض إلى التجرؤ على إعطاء دروس أخلاقية للوطن من خارج حدوده ، في مشهد لا يخلو من المفارقة ! .

محمد.بن محمد الحسن
رييس معھد مدد راس 2IRES
5/5/2025