مدد رأس: مافيا المخدرات ومافيا الكراهية وجهان لعملة واحدة.. تشتركان في المصدر والهدف وتسعيان معًا لضرب وحدة واستقرار الدولة!

في إطار التفاعل مع العملية الأمنية الأخيرة المتعلقة بضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة المهلوسة ، يتشرف معهد مددراس بتسجيل الملاحظات التالية :
– يُثمن المعهد عالياً الجهود المبذولة من طرف الدرك الوطني ، هذا الجهاز الأمني المتقدم - الذي ما فتئ يبرهن على احترافية عالية ، وتفانٍ في أداء واجبه مشكلاً نموذجًا يُحتذى به ، في النزاهة والشجاعة والروح الوطنية .
– كما نتقدم بأسمى عبارات التقدير إلى فخامة رئيس الجمهورية وإلى الحكومة ، حيث إن هذه العملية الاستراتيجية لم تكن لتُنجز لولا توفر إرادة سياسية واضحة ، وعزيمة راسخة ، وقوة هادئة ، وعمل دؤوب تميز بها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .
ويُعد هذا الإنجاز دليلاً على الجدية في محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ، وعلى قدرة الدولة على التصدي للمخاطر المهددة لأمن وسلامة المجتمع .
ملاحظات توضيحية :
1 - بالرغم من عدم اطلاعنا على تفاصيل العمليات الأمنية أو الأسرار المرتبطة بها ، فإن المعطيات العامة تُشير بوضوح ، إلى ما يلي:
أ - إن نشاط تهريب المخدرات ازدهر خلال عقد سابق ، دون أن يُقابل بالإجراءات الرادعة المناسبة ؛ مما جعل الجميع يحتفظون بذاكرة واضحة عن هذه المرحلة .
ب - إن العملية الأخيرة لا يمكن فصلها عن سياسة أمنية متدرجة وممنهجة ، أطلقتها السلطات العليا في البلاد وأشرفت عليها بدقة ؛ وهو ما يعكس وجود خطة استراتيجية لمكافحة هذه الظواهر المخلة .
2 - أما الحملات الدعائية التي تُبث حاليًا على بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، ( والتي تستهدف تشويه صورة الدولة وأجهزتها الأمنية ) ، فلا يمكن توصيفها إلا بأنها محاولات يائسة ، تقودها جهات مشبوهة فقدت صوابها ، وتُدار من خارج الحدود ... بغرض التشويش والتحريض ! .
وفي هذا السياق ، نلفت انتباه المواطنين إلى ما يلي :
إن المواد المهلوسة التي تم ضبطها - رغم مردودها المالي المرتفع - هي أداة تستهدف تدمير المجتمع عن سبق إصرار ، خدمةً لأجندات خارجية . وهي لا تختلف - في أهدافها ومرجعياتها - عن الخطابات المتطرفة ذات الطابع العنصري أو العرقي التي تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وزعزعة الاستقرار وبث الفتنة بين فئات المجتمع ، خاصة بين الشباب .
صدقوا ، أن مافيا المخدرات ومافيا الكراهية ، هما وجهان لعملة واحدة . تشتركان في المصدر والهدف ، وتسعيان معًا لضرب وحدة واستقرار الدولة ! .
كما أن الحملات التي تستهدف أبطال مكافحة هذه الشبكات الإجرامية ، إنما تصب موضوعيًا في خدمة تلك المافيات ، سواء بوعي أو بدونه . ويصل الأمر بالبعض إلى التجرؤ على إعطاء دروس أخلاقية للوطن من خارج حدوده ، في مشهد لا يخلو من المفارقة ! .
محمد.بن محمد الحسن
رييس معھد مدد راس 2IRES
5/5/2025