الثلاثاء
2024/09/10
آخر تحديث
الثلاثاء 10 سبتمبر 2024

السياسة وكرة القدم

15 يوليو 2024 الساعة 18 و43 دقيقة
السياسة وكرة القدم
طباعة

انتهت البارحة في "برلين" بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم. وبودي أن أهنئ وأبارك لجارتنا وصديقتنا إسبانيا في فوزها المستحق. كما أود تقديم بعض الملاحظات مستوحاة من متابعة المباريات.
إن المتتبّع لهذه البطولة يَجد أنّها تنطوي على جُلّ ما تحتاجه الممارسة السياسيّة النّاضِجَة من وضوح، وشفافيّة، وبساطة، وسلاسة، وعدم استخدام للعنف، أو تسبّب فيه. كما يجدها ترتَكِزُ على العمل الجماعي، والجهد المشترك لأعضاء الفريق، ومراعاة معايير الكفاءة وحسن الأداء، وجَعل الرّجل المناسب في المكان المناسب، والمراقبة، والمحسابة، و التجديد والتطوير الدّائمين، وتداوُل الكرة سلميا بين اللاّعبين، وتداوُل التّتويج والفَوز بين الفِرَق والدّول ... كلّ خطإ فيها محسوب. وتضع كلّ من هم في الميدان تحت رقابة الحكّام، والجمهور، والمعلقين، والمتابِعين، بالإضافَة إلى الرّقابة بالصورة والصوت عبر جهاز (الفار) ..
حبَذا لو تحوّلت السياسة فينا إلى رياضة، وتحوّلت ساحتها إلى ملعب يتبارى فيه اللاعبون. وحبَذا لو استَلهَم رؤساؤنا وقادة أحزابنا دروسا من مدربي كرة القدم لجِهَة التخطيط، ورسم الأهداف، والمثابرة والصبر، واختيار اللاعبين، والتطوير المستمر. إنّ السياسة لا تختلف كثيرا عن كرة القدم في كونها سِباقا ومنافَسَة ومعركة. ولا تخلو من مراوغة ومناورة وخداع ضمن ما تسمح به قوانين اللعبة، ولا تقبل الخشونة، والعنف والإساءة، والتسلل والغِش. وتُعاقِب على الأخطاء بالضربات الحرّة وضربات الجزاء، والطرد، والغرامات الماليّة، إلخ.
ولهذه الأسباب، فإنّي أتطلّع إلى اليوم الذي أرى فيه الموريتانيّين يُمارسون السياسة بروح وعقلية كرة القدم... ويعترفون بنتائج المباراة بأريحية وروح رياضية.

من صفحة الوزير السابق محمد فال ولد بلال