السبت
2024/10/12
آخر تحديث
السبت 12 أكتوبر 2024

هذا رأيي

8 يوليو 2024 الساعة 17 و14 دقيقة
هذا رأيي
طباعة

أولا، أود الإشارة إلى أن "صمبا اتيام" صديقي منذ الصغر حيث جمعتنا المدرسة الابتدائية في "ولد اعلي بابي" وتقاسمنا وذقنا فيها حلاوة المعشر والجد واللعب. وفي السنوات الأخيرة، سعدت بلقائه عدة مرات، وناقشت معه مشاكل البلد أكثر من مرة. ومن واقع المعرفة عن قرب أستطيع القول بأنني ما علمت عليه من سوء ولا عنصرية ولا عداوة للوطن، رغم اختلافي معه في جل مواقفه وتوجهاته. وقد لاحظت أنه تطور كثيراً وقام بمراجعات فكرية مهمة مع التقدم في العمر وتراكم التجارب النافعة والخبرات، خاصة منذ أن قرر العودة إلى البلاد و الانخراط في العمل الشرعي.
مرت 19 سنة (2005-2024) على عودته. وطوال هذه المدة، لم يقم بأي نشاط أو عمل مهما كان من شأنه الإضرار بالأمن والسكينة أو يمس بالوحدة الوطنية. ولم يتهم بشيء من ذلك بحسب علمي. بل على العكس من ذلك، كان حضوره بنّاءً و تشاركيا بدليل استعداده وحزبه (قيد الترخيص) للمشاركة في الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية تحت رعاية معالي الوزير الأمين العام للرئاسة (2022). ونظرا إلى ذلك، دعونا نخفف من توتر الأوضاع، وندعو للهدوء وتضميد جروح الأيام الماضية. في جميع الأحوال، ينبغي الحفاظ على المرونة، والحفاظ على موقف إيجابي، والتركيز على الحلول.
يمكن، بل يجب التغلب على ما حدث وما يحدث الآن. إن تاريخنا مع الانتخابات معروف. وقد اعتدنا فيه معالجة أوضاع صعبة ناجمة عن نقص الديمقراطية في طبقتنا السياسية. إن المرشح الخاسر في بلادنا كثيراً ما كان " يرفض هزيمته"؛ لكنه لم يكن قط « يدعو للفتنة والخراب". وفي هذه الانتخابات بالذات 29 يونيو 2024، كان الأمر خارجا عن كل التوقعات وأكثر عبثية وحماقة من التجارب السابقة. ويجب على المرشح المهزوم وأنصاره أن يعودوا فورا إلى رشدهم، وأن يقبلوا اليد الممدودة من قبل الرئيس المنتخب؛ لاسيما وأنه رجل وفاق ولطف ووفاء وأناة، وقد التزم بدعوة جميع الموريتانيين بمختلف مواقفهم ومشاربهم إلى حوار وطني شامل حول مشاكل البلاد دون استثناء. وقد وصل نداءه بكل لغات العالم إلى الشعب الموريتاني والرأي العام الدولي، و لا شك أنه سيفي بالتزامه ويجعله في مقدمة برنامج “المائة (100) يوم الأولى”.
وفي هذه الحالة، سيكون من محض الجنون أن يحاول مترشح أو طرف مهزوم الاستمرار حتى النهاية في معركة خاسرة سلفا وعديمة الجدوى. مصلحة الوطن والتي هي مصلحة الجميع تكمن في التهدئة ومسح آثار الأحداث و الاستعداد للبدء في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية المنتخب، صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني.
من صفحة الوزير الأسبق محمد فال ولد بلال