الأربعاء
2025/10/15
آخر تحديث
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

أن تأتي أخيرًا… خير من ألا تأتي

8 أغشت 2025 الساعة 11 و19 دقيقة
أن تأتي أخيرًا… خير من ألا تأتي
طباعة

في بلاد النخيل، حيث تلتقي الشمس بالظل، وحيث يغازل النسيم سعف الواحات، يحين موعد "الكيطنة" كل عام مع أوائل يوليو. عندها تبدأ العاصمة في التفريغ من أهلها، فيرحل الناس فرادى وجماعات، تاركين وراءهم غبار الإسفلت وضجيج المركبات، نحو "أزرايب" النخيل، حيث الدعة والسكينة، وحيث العادات الضاربة في عمق الزمن.
هناك، في أحضان الواحة، يبدأ موسم جني التمور: "التكلاع" أولًا، حين تُقطف الرطب في بداياته، بواسطة "التطلاع" حيث يعلو الرجال قمم النخيل، بأيديهم وأقدامهم، يتسابقون نحو العذوق كما كان الأجداد يفعلون.
واليوم، دخل الحديد ليشاركهم الصعود، فصار التسلق برافعات تلمع في وهج الشمس، لكن بريق التراث لا يخبو.
وصلنا نحن في آخر الموسم، "بواد سكليل" في شهر أعشت، حين يقول أهل الخبرة: "للنخيل أشت" — أي لكل نخلة وقتها، ولكل موسم نكهته. ورغم أننا تأخرنا، فإن الفرح بلقاء النخيل يظل كما هو، وكأن المثل قد قيل لنا خصيصًا: أن تأتي أخيرًا… خير من ألا تأتي.

من صفحة لمرابط ولد لخديم