الاثنين
2025/10/6
آخر تحديث
الاثنين 6 أكتوبر 2025

حماس تقف أمام نارين حارقتين

منذ 11 ثانية
حماس تقف أمام نارين حارقتين
طباعة

الاستجابة لمبادرة ترامب مخاطرة جِسِيمة؛ لأن الاعتماد على تعهدات إسرائيل أو على إدارة أمريكية منحازة (مثل إدارة ترامب) أو على أنظمة عربية غير متماسكة هو قرار صفري ومُعَرض للانتحار .
ترامب ليس رجل ثقة، وإسرائيل معروفة بالغدر، والعرب ليسوا ظهيرا يمكن الاعتماد عليه، وإيران تم تحييدها من الملف.
لم تبقَ أمام حماس سوى ورقة الرهائن؛ إنها الضمان الوحيد لبقائها والورقة الرابحة في أي تفاوض، وسندها الوحيد لدرء خاتمة مأساوية قد تمثّل إبادة جماعية تُسلم بموجبها غزة صفحة بيضاء للسلطة الفلسطينية الضعيفة.
إذا وثقت حماس بترامب، فإنها تخادع نفسها: استراتيجية النعامة هذه توقِعها فعليًا على قرار الموت، لأنها ستُترك مكشوفة من أي وسيلة ضغط تحميها من أبشع أنواع القتل—الذي لا يرحم بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا ولا مبنى.
والأسوأ أن مطالب إسرائيل التعجيزية لن تتوقف؛ بل قد تستغل أي تفاوض لتصعيد الحرب ضدّ السلطة الفلسطينية وشنّ عمليات في الضفة الغربية تحت ذرائع وُضِعت سلفًا. العملية لم تنتهِ والحرب مستمرة، ولا ثقة في إسرائيل ولا في ترامب ولا في كثير من الحكومات العربية.
أرى أن الحلّ يكون عبر ضامن ثالث متعدد الأطراف: تحالف يضمّ دولًا كالصين وروسيا وإسبانيا وجنوب إفريقيا، و إيران ، لأن هذه التشكيلة قد تخلق توازنًا بين القدرة على الضغط، والحماية، والقبول الدولي والشرعي. ويمكن دمج دول عربية فاعلة كالسعودية ومصر كقناة اتصال ومشاركين في العملية ، مع حضور أوروبي (فرنسا وبريطانيا) وتركيا ودول أمريكا اللاتينية التي غيّرت مواقفها. بهذا التحالف المتوازن يمكن للمجتمع الدولي أن يمنح حماية دولية وتعاقدية تُجنّب الفلسطينيين خطر الإبادة.

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار