الأربعاء
2025/10/15
آخر تحديث
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

تعدد الخيارات الدبلماسية الموريتانية: (نبغيلك بيغيك؛ يغير ما نكره لك كرهك)

21 يوليو 2025 الساعة 09 و00 دقيقة
تعدد الخيارات الدبلماسية الموريتانية: (نبغيلك بيغيك؛ (…)
طباعة

تعدد الخيارات الدبلماسية الموريتانية:
(نبغيلك بيغيك؛ يغير ما نكره لك كرهك)
يبدو لي من خلال استقراء لتاريخ الدبلماسية الموريتانية أنها لم تنجح قط مع أحادية الخيار، ولم تفشل قط مع تعدد الخيارات.
ففي فترة الازدهار الدبلماسي الموريتاني خلال عهد أبي الأمة المؤسس المختار ولد داداه نجحت دبلماسيتنا نجاحا باهرا، حيث كانت دبلماسيتنا العربية توائم بين حسن علاقتنا مع ليبيا و حسنها مع السعودية، وهما في أشد درجات الخلاف حينها. وكذلك بينا وبين الصين والروس، و بيننا وبين أمريكا، وهم في أوج الخلاف الأيديولوجي والحرب الباردة.
ثم بين دول أفريقيا المتحاربة فيما بينها.. فاستطعنا بذلك أن نكون وسيطا دوليا ناجحا بين اشوينلاي ونيكسون، مثلا، ونجحنا في قطع علاقات أغلب الدول الأفريقية مع الكيان الصهيوني بعد حرب أكتوبر 1973.
وأرى أن تموقعنا الحالي ونفوذنا الدبلماسي المتوازن، القائم على حكمتنا الشعبية: "نبغيلك بغيك؛ يغير ما نكره لك كرهك"، يتماشى مع تراثنا في هذا النجاح الدبلماسي.. ولا أدل على نفوذنا الدبلماسي الحالي من ثلاثة أمور جربناها وآتت أكلها:
الأول: رئاسة السيد رئيس للجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للاتحاد الأفريقي.
الثاني: نجاحنا في رئاسة البنك الإفريقي (ب.ا.د).
الثالث: محافظتنا على علاقات متوازنة بين الغرب والشرق المتناحران، وكذلك بين الجزائر ومالي في المنطقة.
إن ملاحظة الجهد الدبلماسي القطري الناجح تدل على نجاعة تعدد الخيارات اليوم، فالدول لا تبحث عن من يحثها على الصراع؛ بل من ينفعها في تخفيف الاحتقان مع أعدائها. تلك هي القيمة المضافة التي نستطيع أن ننافس فيها باستخدام قوتنا الناعمة ورصيدنا الدبلماسي، وتجربتنا الناجعة، محليا، وإقليميا، ودوليا.
فلنحافظ على مبدئنا الدبلماسي الحكيم الذي يلخصه مثلنا: (نبغيلك بغيك؛ يغير ما نكره لك كرهك.)
ذاك هو عين الصواب، وعين النجاح.
من صفحة م. أحظانا