السبت
2025/05/17
آخر تحديث
السبت 17 مايو 2025

الصين توقف جميع وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي

18 أبريل 2025 الساعة 12 و38 دقيقة
الصين توقف جميع وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي
طباعة

أوقفت الصين استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة منذ أكثر من 70 يوما، وتعد أمريكا و الصين أكبر مصدر وأكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم على التوالي، حيث تشير البيانات إلى أن صادرات الولايات المتحدة منه خلال العام المنصرم بلغت 86.9 مليون طن ، يبنما بلغت واردات الصين منه حوالي 76.6 مليون طن. و قد أدت النزاعات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة إلى ”فصل“ البلدين في قطاع الغاز الطبيعي المسال إذ لم تستورد الصين سوى حوالي 6% من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة خلال 2024، بانخفاض كبير عن 11% خلال 2021
وقد كانت العديد من الشركات الصينية قد وقعت في السابق 13 عقدًا طويل الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال من المحطات الأمريكية، والتي يمتد بعضها حتى عام 2049، وفقًا لبيانات شركة Kpler لتتبع السفن، وتُعد مثل هذه الصفقات طويلة الأجل ضرورية لإطلاق مشاريع الغاز الطبيعي المسال على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وحاليا يحاول المستوردون إعادة التفاوض على العقود استجابةً لارتفاع تكاليف التضخم والتعريفة الجمركية في الولايات المتحدة.
ففي فبراير 2025، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على سلع صينية ، وردت الصين برفع التعريفة الجمركية الأمريكية على الغاز الطبيعي المسال إلى 15% وطبعا ”حرب التعريفات الجمركية“ لم تتوقف عند هذا الحد، ففي 4 أبريل أضافت الصين تعريفة أخرى بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية، مما تسبب في ارتفاع المعدل الإجمالي على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى 49%. وبعد فرض رسوم بنسبة 50% أخرى من قبل أمريكا على السلع الصينية قابلت الصين الخطوة بزيادة الرسوم من 34% إلى 84% على السلع الأمريكية المستوردة، مما يجعل الغاز الطبيعي الأمريكي في السوق الصينية يفقد كليا قدرته التنافسية السعرية.
وعندما ”انقطعت الإمدادات الأمريكية“، تحولت الشركات الصينية بسرعة إلى قنوات أخرى على سبيل المثال، وقّعت شركة China Resources Gas في مارس 2025 صفقة مدتها 15 عامًا مع شركة Woodside الأسترالية للطاقة لتوريد 600 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، في حين سرّعت شركة قطر للطاقة من مشروعها لتوسيع حقل الغاز الشمالي، مع خطط لزيادة الصادرات إلى الصين إلى 30 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، وفي الوقت نفسه، ستبلغ طاقة خط أنابيب الغاز الطبيعي الشرقي بين الصين وروسيا مع بدأ تشغيله بالكامل حوالي 38 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما يعادل استبدال الطلب على حوالي 28 مليون طن من واردات الغاز الطبيعي المسال. يضاف إلى ذلك أن الاستثمارات الصينية في الطاقة النظيفة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2024، حيث وصلت إلى 940 مليار دولار، وهو ما يعادل تقريباً إجمالي حجم استثمارات أمريكا وأوروبا و كندا والهند مجتمعين في المجال، كما تهيمن الشركات الصينية على أكثر من 80% من سلسلة التوريد العالمية للألواح الشمسية في العالم ، حيث أصبحت الصين اللاعب المسيطر وربما بلا منافس مستقبلا في أسواق الطاقة النظيفة.
هذا المزيج من ” رفع الإنتاج من الطاقة المتجددة + خط الأنابيب الروسي بالإضافة إلى تنويع مصادر إمدادات الغاز المسال“ يمنح الصين مساحة أكبر للمناورة في مواجهة تقلبات الغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً، كما يخلق مرونة للمشترين الصينيين، ويوجه ضربة مزدوجة للولايات المتحدة، والأهم يخلق فرصة تاريخية للغاز الإفريقي بفتح الباب أمام ﺗﻄﻮﻳﺮ المزيد من الحقول البكر، مما قد يمنح فرصة جديدة لحقل بئر الل الخالص لموريتانيا، كما يفتح ﻣﺴﺎﺣﺔ أكبر في ﺴﻮﻕ العالمي للغاز ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻝ أمام الغاز المسال الموريتاني السنغالي، الذي بدأ تصديره فعليا إلى السوق العالمي بعد تأخير كبير. وهذا ما يؤكد توقعاتنا في مقالنا السابق تحت عنوان " موريتانيا والنسخة الجديدة من الحرب التجارية" المنشور بتاريخ 11 فبراير 2025 - الرابط :
https://rimnow.net/w//?q=ar/node/26257

من صفحة د.يربانا الحسين الخراشي