معهد مدد راس: من نحن؟

من نحن ؟
(العنصر الثالث -3- من السلسلة )
نحن الذين منعنا - في أبريل 2010 - اندلاع مواجھات عنيفة ، على أسس عرقية في جامعة نواكشوط وفي موريتانيا بشكل عام . وذلك نتيجة تصريح غير موفق من وزيرة الثقافة .
يتذكر الطلاب الحاضرون في ذلك اليوم - مثلي - تلك اللحظة التاريخية ! . وأطلب ممن يقرأ المقال أو يسمع هذا السرد ، أن يرسل لي شهاداته .
سنسرد المراحل الرئيسية لمبادرتنا التي مكنت من تجنب الأسوأ ، وذلك بإيجاز:
1 - اتصل بي احد طلابي ليخبرني باحتمال نشوب مواجهة بين معسكرين ( من الطلاب) على أسس عرقية ، غدا . وذلك نتيجة للتصريح الحكومي المذكور ، بخصوص إشكالية اللغات ، والذي تسبب في خلافات حادة بين طلاب جامعة نواكشوط .
2 - وفي الحين ، حررت نداء يدعو إلى التهدئة ونبذ العنف ، وارسلته فورا للنشر على موقع Cridem ؛ كما قمت بطبع مئات من النسخ من هذا النداء !.
3 - حضرت باكرا في الغد إلى الجامعة ، ومعي نسخا مطبوعة - كعادتي كأستاذ - لكن هذه المرة ، المحتوى كان غير معتاد ! . وبفضل الله ، تزامن قدومي مع وصول مجموعات من الطلاب ، مسلحين بالعصى والهراوات والسكاكين ! .
و بفضل علاقتي الجيدة مع الطلاب ، استطعت - بسهولة - استبدال الأسلحة البيضاء بالنداء الذي كنت أحمله . وزعت عليهم محتوى حقيبتي ، وأنا أطلق نداءات مؤثرة تدعو إلى الهدوء والتعقل ! .
4- امتثل الطلاب الغير مسلحين لتعليماتي. أمرتهم أن يرافقوني في عربتي
land cruiser pickup لمن استطاع ان يجد مقعدا داخلها ، او يرافقونني راجلين . وتحركنا على مسافة خمسمائة متر تقريبا سيرًا على الأقدام . وامتثل الحشد الاعزل بأوامري بطواعية .
5 - تقدمنا ، مشاة وراكبون . مررنا بجانب دكان الحي ، القريب من الباب الشرقي لمبنى الرئاسة ، وطلبت من صاحبه أن يزودنا بكل ما يملك من مشروبات وخبز وزبد ومربى . وأن يوصل الكل الى قاعة الاستقبال ببيتي . وسأدفع ثمن كل ما سيستهلك .
6 - دخلنا بهدوء إلى منزلي ، الواقع في حي س 500 حيث جمعتهم .
ادخلتهم قاعة الإستقبال وحرصت على ألا احضر اجتماعهم . وقفت أمام الباب ، ورددت على مسامعهم هذه الكلمات :
طلابي الأعزاء ،
" تناولوا وجبة إفطاركم هذه ، وسيصلكم الشاي . بعدها سيقرأ أحدكم ندائي هذا الذي بين أيديكم نسخة منه . ناقشوا محتواه بدوني ، لن أتدخل . سأقفل الباب ، ولن يفتح إلا عندما تشعرونني بأنكم توصلتم إلى اتفاق فيما بينكم ، وتريدون أن تخبروني بما اتفقتم عليه ! .
مرت ساعتان من النقاش ، طرقوا بعدها الباب ونادى أحدهم :
"افتحوا الباب يا أستاذ ، لقد توصلنا إلى اتفاق " !.
وسمعت صيحات الفرح تخترق النوافذ .
فتحت الباب ، فأسمعوني خلاصة ما توصلوا إليه ، وكان في جملتين :
" ترجع أسباب خلافاتنا الى كوننا ننتمي إلى نقابتين مختلفتين . وحتى نتجنب المشاكل ، قررنا أن نندمج ، ونكون نقابة واحدة " .
هنأتهم ، وأوصيتهم بإعداد تقرير عن نشاط يومهم هذا ونشره في الصحافة ، بالإضافة إلى تعميم ندائي الذي بين أيديهم على نطاق واسع .
*
محمد بن محمد الحسن
ر ييس معھد مدد راس
13/12/ 2024