عملية التصويت هادئة منظمة وأغلب الناس لم يسحب بطاقته
كانت عملية التصويت هادئة، منظمة، وأغلب الناس لم يسحب بطاقته وشكّل ذلك عرقلة طفيفة عند المدخل الرئيسي الأمامي حيث يبحث بعضهم عن من يستخرج له من تطبيق "ماي سيني" رقم مكتب التصويت ورقمه التسلسلي على لائحة الانتخابات لأن الجماعة المنظمة التي تقف بالباب تشترط الحصول مسبقا على تلك المعلومات لأجل الولوج إلى المكاتب .
وَضعُ مكتب التصويت منسجم: ينادي رئيس المكتب بالاسم والرقم التسلسلي بصوت مسموع داخل القاعة، وتعطي سيدة بجانبه بطاقة الناخب، وعند التصويت يتوجب عليك أن تضع أصبعك في الملون
السيدة المشرفة على ذلك لجوجة، فلا بدأن يسبح أصبعك في البركة الملونة حتى يكن كأن لم يمر عليه لونه الناصع حتى بعد المسح بقوة ، لكي تكون- بالنسبة لها- قد أكملت عملية التصويت بنجاح متعللة بالقول: "الظّفر هو المهم عندنا ".
الإقبال بسيط، لكن أيضا دون انقطاع. وهناك "التواصليات "بدرجة أولى، وعلى نحو أقل التزاما بالمسطرة الانتخابية يقمن بالتعبئة عند الباب للتصويت لمرشحهن. يبدو أن فترة الحملة لم تشف نهمهن للدعاية. إنها الجدية ، فهل مازال هناك أحد يعتقد أنه تصويت لأجل الله ؟ ليس ذلك بالضبط .
ومع ذلك، تظل المسحة الدينية قوية جدا، وجذابة وهي ربما مرد هذه المثابرة والانتشار في مجتمع لا يزال متدينا !؟ إن تواصل حسب خريطة الانتشار، قد يكون هو مفاجأة هذه الانتخابات ومع ذلك يظل غزواني الذي يحظى بدعم 8ولايات وعلى نحو حاسم: الحوضين والعصابة وتگانت وآدرار وانشيرى وترارزة وتيرس الزمور ولبراكنة، وبالنسبة لنواكشوط فسيحصل على نسبة أعلى من بين المرشحين ستجعله يحسم الانتخابات في الشوط الأول والغريب أنها ستكون بنتيجة أعلى من نسبته الماضية حسب دينامكية الحملة والتعبئة التي قادها غزواني بنفسه بنجاح وبتنوع في مواضيع وغايات الخطابات ووسع الالتزامات الرئاسية العميقة ، أما نواذيبو والضفة وجزء من نواكشوط وبعض جيوب لعصابة وگورگول فسيكون ترميز شعبية بيرام الداه إعبيد الذي فقد ثلاث روافد أساسية ومحركة لناخبيه ساهمت في مركزه 2019 : (جماعة المهاجرين من الزنوج أساسا ،الإمكانيات المادية وأطر إيرا الكثيرين الذين ساهموا في تحريك الخطاب ..)كما غيّر من إطار خطابه الشرائحي إلى التجيشي المتقوقع على الذات إلى خطاب سياسي وطني زاد من جدية توجهه الجديد ، إدارة حملته وقوة انهماك شباب التواصل الاجتماعي خاصة في الخارج في دعمه ،مع حفاظه على الحدة والنبرة المعهودة التي اكتسبها من الطابع الحقوقي المتوتر الذي اشتهر به أول الأمر كما أنه لم يطبع برنامجه ليوزعه على الناخبين ولم يدخل في الالتزامات والوعود الانتخابية الواضحة، وهكذا قد تتأرجح نتيجته على نحو قد يؤثر على مركزه السابق عكسا لما يروج له هو بين مناصريه وأنصاره للمركز الأول ، فقد تم تداول حلم دخول القصر على نطاق واسع وبعيدا عن المزاح لكن عن الجدية أيضا ،ومع ذلك يظل بيرام شخصية وزانة ولونا قويا من ألوان الطيف السياسي بحاجة فقط للاستمرار في تنمية البعد الوطني وتطويره في خطابه . رغم أنه ختم حملته برسالة مسؤولة لناخبيه بالتهدئة في استباق للنتائج وهو تحول في شخصية بيرام ربما ممهد لصفحة جديدة في مشواره السياسي .
بينما كانت وعود إمادي، مرشح تواصل، أقل واقعية وقد حصل على تغطية من إعلام تواصل القوي على تلك الهفوات سحبته من تحت أقدام التواصل الاجتماعي ، ومع ذلك ورغم كل الانسحابات والخلاف في الأجنحة التواصلية وتجفيف المنابع يظل تواصل الحزب الأكثر تنظيما والأعمق تفكيرا استراتيجيا وسياسيا داخل البلد وقد يكون رغم كذلك مفاجأة الانتخابات .
كان بقية المرشحين يتوجهون نحو التوازن والنخبوية، فقد طغت عليهم مهنهم وثقافتهم لكنهم غير معروفين على نحو واسع وسط الرأي العام ولم يجدوا ماكينة إعلامية ولا سياسية قوية تآزرهم كما أن ترشحهم ظل إلى وقت قريب من الإعلان النهائي للترشحات غير نهائي .كما يعانون من ضعف الطواقم مع أن أحزاب عتيقة وشخصيات وازنة ومهمة من الطيف السياسي ومعروفة بتجربتها النضالية الناصعة التحقت بالمرشحين الباقين العيد ولد امبارك وسمارى وبابوكر والمرتجي ، لكن أيضا انعدام الخبرة لديهم وانعدام الإمكانيات وضعف الشعبية وضعف كوادر الحملة جعلت حظوظهم قليلة رغم أن الهيآت المسؤولة عن العملية الانتخابية تغاضت عن شهر من الحملة قبل موعد انطلاق الحملة القانوني قام به هؤلاء بمن فيهم بيرام وعندما أراد داعمي غزواني التنبيه إليه كخرق لقانون الانتخابات أمرهم بأن يتغاضوا عن ذلك. هل هي المساعدة الضمنية الثانية بعد التزكية !
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار