حقيقة "خطة السلام": المقاومة تُدان والاحتلال يُكافأ

أتابع اليوم أحداثًا تشكل انقلابًا استراتيجيًا على الإجماع العربي والدولي منذ سبعة عقود ونيف. ما يُسمّى بـ"خطة السلام" ليس سوى مشروع تصفية صُمّم على مقاس نتنياهو، وسوّق عبر ترامب، بينما أطراف عربية وإسلامية أضفت شرعية مزيفة على المشروع.
الضفة الغربية غائبة، ويهدّد مشروع E-1 بتقسيمها، في حين تُعاد صياغة غزة بقيادة جهات غربية منحازة لإسرائيل، لإعادة هيكلة الحكم والتعليم والثقافة.
الدولة الفلسطينية أُعيد تعريفها كـ"طموح مؤجل"، أي تأجيلها لعقود مع استمرار التهويد.
السلطة الفلسطينية رحّبت بالخطة، وأبدى بعض الخارج العربي ترحيبًا شكليًا، بينما قبلت قطر استمرار التواصل التطبيعي بعد الغارات الإسرائيلية بلا أي تعويض أو اعتذار. في المقابل، تُدان المقاومة، ويُكافأ الاحتلال، وتتبخر الدولة الفلسطينية، متجاوزًا القرار العربي بالكامل.
الخطة لا تحقق سلامًا، بل تمثل تفكيكًا تدريجيًا، وفصلًا بين الضفة وغزة، وتمرير التطبيع كأمر واقع. الصمت العربي أو الترويج للخطة يعني قبول تصفية القضية بصيغة "شرعية" بدل مواجهة الاحتلال.
إن التاريخ سيحاسبنا ليس فقط على ما فعله العدو، بل على ما قبلناه بصمتنا أو تواطؤنا. فلسطين اليوم ليست مجرد أرض، بل قضية تواجه إعادة تعريفها كأمن إسرائيلي لا كحق مشروع لأهلها.
لمرابط ولد لخديم