من العبودية إلى الباكلوريا: نحاج "يرك" يشعل نقاشا حول الاستغلال والتحرر

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في موريتانيا على نطاق واسع خبر نجاح الشاب "يرك" في امتحانات الثانوية العامة (البكالوريا) بالعاصمة السنغالية دكار، ما أثار جدلاً واسعاً حول قصة حياته والجهود التي بذلت لتحريره ورعايته.
تعود قصة يرك إلى عام 2011، حين تم تحريره من العبودية على يد منظمات حقوقية، قبل أن يحتضنه الناشط الحقوقي البارز بيرام الداه اعبيد في منزله ويرعاه حتى تمكن من تحقيق هذا النجاح التعليمي.
وقد انتشرت مقاطع فيديو لبيرام وزوجته وهما يعبران عن فرحتهما العارمة بهذا النجاح في دكار.
وتباينت ردود الفعل حول هذا الحدث، حيث رأى البعض فيه انتصاراً ليرك وتتويجاً لجهود التحرير، بينما انتقد آخرون استغلال قصة الشاب لأغراض دعائية أو سياسية.
أحمد سالم بوحبيني، الرئيس السابق للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، انتقد "استغلال نجاح يرك إعلامياً وسياسياً"، مؤكدا أن "يرك ليس غنيمة، وليس قضية، وليس صورة تُعلّق على الجدران"، بل هو شاب متعلم يستحق أن يُنظر إليه لما سيصبح عليه، وليس لما كان عليه، مشدداً على أن التحرير يجب أن يكون حقيقياً وكاملاً.
وفي رد على بوحبيني، كتب عبد الله آبو جوب، مسؤول حقوق الإنسان في منظمة " إيرا"، تحت عنوان "حق الرد: حين يتحدث من كان جزءاً من المشكلة عن الحل".
وانتقد جوب موقف بوحبيني الذي وصفه بأنه "ينكر الواقع"، مؤكداً أن يرك وأمثاله ليسوا "غنائم"، بل هم "من أبناء النضال، من صُنعوا على يد حركة إيراء". وشدد على أن تذكير الضحايا بماضيهم ليس لإذلالهم، بل لتذكير المجتمع بجريمته، وأن الفضل في تحرير يرك لا يُنتزع ممن بذله.
أما الحقوقي وعضو حركة "إيرا" سابقاً، براهيم بلال رمضان، فقد هنأ الشاب يرك على نجاحه في البكالوريا، كما هنأ بيرام وليلى على جهودهما وتضحياتهما من أجل طفليهما.
وأكد ولد بلال أن يرك شاب موريتاني وجد الظروف المناسبة ونجح بذكائه وجهده، مشدداً على أن الشكر موصول للأسرة التي احتضنته وتبنته.
كما شكر كل من ساهم في رفع الظلم عن أبناء الوطن وبناته، خاصة منظمة نجدة العبيد والمحامي العيد محمدن.
من جهته، كتب الإيراوي البو هاشم تحت عنوان "يرك من جحيم العبودية إلى أرقى الجامعات"، مؤكداً أن يرك هو أحد ضحايا العبودية الذين تم تحريرهم بفضل حركة "إيرا".
وهنأ يرك على انتصاره، معتبراً نجاحه تتويجاً للمعركة ضد العبودية، ودعا إلى تهنئة الفتى بغض النظر عن الاختلافات السياسية مع بيرام الداه اعبيد.
#العلم