سقوط الدول.. أفول الأنظمة...

تسقط الدولة عندما يتولى شأنها صغار النفوس وعندما يولي السلطان ظهره لأهل العقل والعلم والمشورة وعندما تسند مهام الحل والعقد لعديمي الخبرة والمهارة والصدق ويبقى أصحاب الاختصاص في الشارع أو ينتدبون لتسيير الأمور الجارية والمهام الجانبية، وعندما ينشغل الزهاء العالة بأمر العامة ويكون لهم الرأي في السياسة مقدما على رأي أصحاب الشأن. وعندما تسند كبريات الأمور لضعاف الهمة وينشغل الكبار بصغار الأمور، وعندما يقرب السلطان البعيد ويبعد الصديق وعندما يتكالب الأهل والمقربون على السلطا ويردون وجهه بأي ثمن من أجل مصالحهم وأنانياتهم ويقلبون له الأمور ويحجبونه ، ويلهونه بخصوماتهم وحروبهم الجانبية عن كبريات الأمور وأمهات المشاكل الكبرى للبلد فيصبحون سمعه الذي يسمع به وعينه التي يرى به ويده التي يبطشون ،وأول مودعيه عند أو عثرة ، وعندما ينسى السلطان مصير من سبقوه وحقيقة من يحطون به وينسى حاجته غدا للوفاء والصداقة حين ولات مندم يعرف كيف فرط .. عندها لا تكترث بأمور الإصلاح بل ابتعد عن قلب الأحداث لكي لا يطحنك الدمار وتدوسك الكراكيز...
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار