بكلمات أبكت الحاضرين.. أمينة تحكي قصتها من الظلمات إلى النور

كانت "أمينة" تسير في طريق الحياة حاملةً بين طيّات قلبها حلمًا بسيطًا: أن تتعلم. لكنّ الدرب لم يكن مُعبّدًا بالورود؛ فظروفها القاسية جعلت المدرسة حلماً بعيدًا، وكأنّ الأبواب أُغلقت أمامها واحدةً تلو الأخرى. اضطرّت إلى الانقطاع عن الدراسة، وحُرمت من فرصتها في أن تكون مثل أقرانها. لكنّ الحياة، رغم قسوتها، لم تكن عديمة الرحمة.
"مركز "صافيا" كان النافذة التي تسلّلت منها أشعة الأمل إلى عالمها. هناك، وجدت الفرصة التي طالما انتظرتها: فرصة للتعلّم، للتكوين، ولأن تثبت لنفسها أولاً أنّها قادرة. لم يكن الطريق سهلاً، خاصةً وهي تعاني من اضطراب في النطق، لكنّ الإرادة تصنع المعجزات.
بكلّ شجاعة، واجهت أمينة تحدّياتها. لم تسمح لصعوبة النطق أن تُسكتها، بل حوّلتها إلى دافعٍ للتعبير عن نفسها بطرقٍ أخرى. كلمةٌ تلو الأخرى، خطوةٌ تلو الأخرى، حتى أصبحت أكثر ثقةً، أكثر قدرةً على مواجهة الحياة.
وفي يوم التخرّج، وقفت أمينة أمام الحاضرين.
هزّت المشاعر بكلماتها الصادقة التي لم تُحفظ من ورقة، بل خرجت من أعماق قلبٍ عرف المعاناة وذاق طعم الأمل. قالت:
> "الحياة فيها عدة طرق... تكدّ تمشي مع طريق ولا توصل، وتكبّط طريق آخر وتوصل!"
ضحكت عيناها بينما انهمرت دموع الحاضرين. كانوا يرون في قصّتها انتصار الإرادة على اليأس، وانتصار الفرصة الثانية عندما نمنحها لأنفسنا.
اليوم، أمينة لم تعد فقط تلك الفتاة التي واجهت الصعوبات، بل أصبحت رمزًا للثبات والتحدي. تذكّرنا بأنّ النجاح لا يعرف طريقًا واحدًا، وأنّ الله يفتح أبوابًا لا نراها حين نصرّ على السير.
فمَن قال إنّ الطريق المستقيم هو الوحيد الذي يؤدي إلى القمة؟
أحيانًا، نصل بأقدامٍ متعثّرة، لكنّنا نصل.
#العلم