الاثنين
2025/10/13
آخر تحديث
الاثنين 13 أكتوبر 2025

لماذا هذه الحملة الإعلامية ضد الوزير الأول المختار ولد اجاي؟

28 مارس 2025 الساعة 20 و05 دقيقة
لماذا هذه الحملة الإعلامية ضد الوزير الأول المختار ولد اجاي؟
طباعة

اعترف ، بحكم المسافات الاجتماعية والجيوفيزيائية التي تفصلني عن وزراء الغزواني ، أعترف بأنني غير قادر على الحكم أو التحكيم - بوعي كامل - في هذه القضية .

بصراحة ، لم يسبق لي أن اهتممتُ بالمشاركة في هذا النوع من الحملات الضارة ، والتي هي في "أفضل" الأحوال ، عديمة الفائدة ! .

انه غالبًا ما تكون هذه الحملات مجرد دخان (سواء بوجود نار أو بعدمها ) يحجب المشاكل الحقيقية للبلاد ، ويُلهي عن البحث عن حلولها .
ومع ذلك ، فإن الأصداء التي تصلني - من بعيد -
ألهمتني تفسيرًا ، أرى أنه من واجبي تقديمه ، خدمةً لمصلحة الوطن ، واستقراره .

التفسير

ان فكرة " اللامركزية التي أطلقها الغزواني وطبّقها منذ البداية ، جعلت بعض المسؤولين من وزراء أو غيرهم ، يتحولون إلى "رؤساء صغار" ، يمتلكون مناطق نفوذ خاصة ؛ لا يهتمون إلا بمصالحهم الأنانية ، دون اكتراث بالمصلحة العامة ، أو نجاح سياسات وبرامج الرئيس الغزواني .

هؤلاء " الرؤساء الصغار "، سواء داخل الإدارة أو خارجها ، يستندون غالبًا على قربهم التاريخي / الجهوي أو العائلي من الرئيس ، فيخلطون بين الدولة والجمهورية ، وبين كيان عائلي ضيق . ويحسبون أن لا وجود لموريتانيا خارج هذا "الكانتون" . حيث يظنون أن لهم حق التحكم فيها والسيطرة عليها كما يشاؤون ! .

تصوروا العواقب الوخيمة التي ستنتج عن هذه الفوضى والكسل الإداري .

يجمع هؤلاء "الرؤساء-الملوك الصغار" أرباح وفوائد المامورية الأولى والثانية ، بينما يتحمل فخامة الرئيس مسؤولية إصلاح ما يفسدونه باستمرار . وما علينا نحن ، الا الرضوخ والقبول بالتهميش ! .

ما يحكى عنهم على نطاق واسع من باب الاستهزاء ، هو " أن هؤلاء الرؤساء الصغار ، يوجد بينهم رئيس صغير/كبير ، أو "رجل قوي" ؛ إلا أن إنتاجه الإداري العام لا يرى إلا بالمجهر ! .

اما فيما يتعلق بالوزير الأول مختار ولد اجاي ، أقول ، يبدو لي أنه موظف مطيع جدًا لرؤسائه ، خاصة (لأسباب واضحة ) للرئيس غزواني ! إنه رجل دولة في أفعاله ؛ وضابط عسكري في انضباطه . يعرف كيف يتصرف - بكل طواعية - دور " الدرع والمصهر " ، لحماية رئيس الجمهورية . وهذا يزعج بعض " أصدقاء " الرئيس، وكذلك المعارضين للغزواني .

يريد "الرؤساء الصغار وملوك الكانتون" ، من خلال هذه الحملة المفتوحة ضد ولد اجاي ، وضد الغزواني - بشكل غير مباشر – تحويل الوزير الأول إلى " مصهر " يُضحى به ، لإنقاذ أنفسهم ، ولاستمرارهم في جني الأرباح بدون أي استثمار أو مجهود ! .

انها أرباح تمطرهم السماء على حساب الرئيس ، والجمهورية بأسرها . يا له من عالم !

يجب على الرئيس التدخل بحزم في هذا السياق ، لإعادة جمع شمل هذا الوطن العزيز !.

محمد ولد محمد الحسن
معهد مددراس 2Ires
في 28 مارس 2025