ماذا يُراد من الحوار؟

لا أعرف حتى الآن ما الهدف الذي كان يُرجى من حل البرلمان الماضي قبل اكتمال المأمورية، وتنظيم انتخابات قبيل موعدها بقليل في يوم 13 مايو 2023.
ولا أعرف لماذا الدعوة الآن إلى حوار، ونحن لم نكمل العام الأول من المأمورية الثانية، فهل هذه الدعوة من أجل :
1- تنفيذ التزام انتخابي بالحوار تعهد به فخامة رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي "طموحي للوطن"؛
2- استعادة التهدئة السياسية، حتى نعيش تهدئة سياسية في المأمورية الثانية، كما عشناها في المأمورية الأولى؛
3 - حسم قضايا كبرى تتعلق بالوحدة الوطنية والهوية وطبيعة النظام السياسي وإلى غير ذلك من الملفات المهمة التي لم يحسم بعضها بشكل نهائي خلال ستة عقود ونصف مرت من عمر الدولة الموريتانية؛
4 - تهيئة الظروف إلى تناوب سلمي آمن ومستديم في العام 2029.
كل احتمال من هذه الاحتمالات وارد، وربما تكون الاحتمالات الأربعة مطلوبة كلها، ويُراد تحقيقها كلها من خلال الحوار القادم.
مهما يكن من أمر، فإن الحوارات مفيدة في كل الأوقات، إذا ما كان المتحاورون على القدر الكافي من المسؤولية، وإذا ما جعلوا المصلحة العليا لموريتانيا فوق مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة.
وفي حالة تحقق ذلك يبقى التحدي الوحيد هو تنفيذ مخرجات الحوار على أحسن وجه، فبعض التجارب السابقة تجعل من تنفيذ المخرجات أمرا بالغ الأهمية.
من صفحة محمد الأمين الفاضل