ماذا يريد تبون في نواكشوط؟؟
الجزائر دولة لها خط سياسي معروف بالنسبة للسياسة الدولية، لذلك لا يكثر رؤساؤها السفر إلى الخارج، لأن لديهم نظرة أخرى لما يدور في العالم. وحدها، ظلت الجزائر عصية على المخططات الأجنبية، وبنجوة من الحريق العربي الذي كانت مآلاته هذا الاستفراد بغزة وتمزيق الجسم العربي. إنه عصر النكبة. تتميز الجزائر بأنها تكاد تكون الدولة العربية التي ما زال رجالها رجال. هكذا يعرفها البعض. لقد أرسل إليها القذافي أسرته عندما تأكد من نهاية حكمه، فقد كانت بمثابة الحبشة للمسلمين فترة البعثة، تماما كما كان القذافي يعرف أنهم لن يسلموا أسرته ولو كلفهم ذلك حربا. إنها شهامة لا تكاد ترى في عالم اليوم .
وحدها في محيطنا هي من يعلن العداء للصهاينة، وترفض التبعية للغرب. لقد رفضت جميع مقاربات فرنسا وأمريكا الأمنية في منطقتنا. إنها مازالت تعرف كلمة "لا" التي ماتت في قاموسنا العربي السياسي الرجولي.
ليست زيارة رئيس الجزائر لنا كزيارة أي رئيس. إنها دولة شقيقة ولدينا معها حدود عريضة ومصالح مضطردة وتنسيق أمني سميك، مع تاريخها المشرف في دعمنا. فقد ظلت تقف معنا في جميع الظروف خاصة ظروف النشأة (تأميم ميفرما حيث استقبلت المرحوم أحمد ولد الزين والمرحوم جينگ بوبرفاربا وأحمد ولد داداه) وكذلك في خروجنا من منطقة الفرنك الأفريقي. كما أنشأت مصفاة لتكرير النفط في نواذيبو، وغيرها.. جملة من المواقف الجوهرية التي ساعدتنا في الوقوف على أقدامنا أثناء تصفية الجزء الحالك من الاستعمار حينما كنا في أمس الحاجة لتلك المؤازرة، كما أنها تعبر باستمرار عن الروابط التي تشهد توكيدا يوما بعد يوم .
علاقتنا بالجزائر تشهد اليوم تطورا كبيرا وانفتاحا على مستويات عدة، تجارية وسياسية وأمنية. وقد كان الرئيس تبون من الرؤساء الذين يقدرون أهمية العلاقة بنا ويعتبروننا قنطرة إلى إفريقيا. إنه يقوم بمشاريع مهمة في الصدد وانفتاح عريض علينا. لقد تقاطر المستثمرون الجزائريون على بلدنا بإماءة منه ، كما أن الطريق التجاري والاقتصادي الكبير في نهايته إلى المعبر الموريتاني. وهكذا يمكننا ان نستفيد من الصناعات الجزائربة العديدة. أربعة ايام فقط تكفي لوصول المنتوج الجزائري لموريتانيا. إنه عامل تطوير كبير للصناعة الجزائرية، أن تصل وتتجاوزنا لأسواق إفريقيا. هذا ولن يكون تبون خاوي الوفاض وهو يزورنا الآن. لابد أن هناك خطة لتطوير هذا التعاون ورفع سماك هذه العلاقات. إنها علاقة بحاجة للتطوير وفي ضوء الخط التقليدي الثابت للسياسية الخارجية الموريتانية .
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار