وعادت الإنترنت
إن عودة الإنترنت إلى الهواتف المحمولة يعني العودة إلى الحياة الديمقراطية الطبيعية، لأن الديمقراطية تقوم على وحدة ثنائية بين "سلطة" و"سلطة مضادة". وفي غياب برلمان قوي، وأحزاب متحررة واعية، وصحافة مؤهلة ومهنية، يظل مستخدمو الإنترنت هم "السلطة المضادة" الأكثر تأثيرا، والرئة الأهم التي تتنفس منها الديمقراطية في بلادنا.
أقول هذا لأني أعلم أن شبكة "وي - فّي" (wifi) علامة من علامات البورجوازية الصغيرة، و لا يمكن لعامة الناس الوصول إليها. وأعلم كذلك أن معظم (وليس كل) وسائل الإعلام سواء كانت منصات أو مواقع إلكترونية أو جرائد أو صحف ورقية ليست مستقلة تمامًا. فهي مؤسسات تهتم بجذب القراء وكثرة الجمهور، ونادرًا ما تكون خارجة عن أي تأثير اقتصادي أو سياسي أو تحريري. وفي السنوات الأخيرة، صارت تعتمد - غالبا - على مجموعات اقتصادية أو مالية عمومية أو خصوصية لتحقيق استقرارها المالي. ولذلك، بدأت تتقرب من السياسيين وأصحاب النفوذ إلى درجة جعلتها غير قادرة على انتقاد مواقفهم.
وحدهم شعب الانترنيت الجوال (الج 4) هم القادرون على ذلك. أرحب بهم أجمل ترحيب وأوصيهم فردا فردا:
– لا تقل ما لا تعلم،
– لا تقل كل ما تعلم،
– لا تقل كل ما تسمع.
من صفحة الوزير الأسبق محمد فال ولد بلال