الأربعاء
2024/12/11
آخر تحديث
الأربعاء 11 دجمبر 2024

‎وأخيرا ولد حزب جميل!!

16 أبريل 2024 الساعة 18 و47 دقيقة
‎وأخيرا ولد حزب جميل!!
طباعة

‎منذ عدة أشهر تجري عدة اتصالات توجهها "الدولة" لخلق تجمع سياسي للرئيس جميل ولد منصور الذي ارتبط بصلات وثيقة مع الرئيس غزواني تحول خلالها إلى مدافع بلاسقف عن كل قرارات وسياسات الرئيس حتى في الأوقات التي يصعب فيها ذلك أو يصبح فيه دفاعه سباحة عكس التيار .
‎وقد ولد هذا المولود وهو في سن الشيخوخة. ستكون تلك معضلة جوهرية من حيث الشرعية السياسية خاصة تلك المتعلقة بمطالب الاصلاح والحكامة والقدرة على اتخاذ قرارات بمقتضيات تطلعات الجماهير إذا كان في الحقيقة يريد أن يجيب على أهم تساؤل: لماذا حزب جديد في الساحة في هذا الوقت بالذات!؟ أو على الأقل بماذا سيختلف حزب جديد موالٍ! حيث لا يوجد سوى الأغلبية .ثم أن الدولة سنت تشريعات تسعى من خلالها لتقليص عدد الأحزاب، وهناك ولذات السبب مائة حزب وأكثر لدى وزارة الداخلية، 48 منها حسب بعض الأوساط تنتظر التشريع ضمنها حزب الرّگ الذي يسعى الزعيم بيرام لتشريعه، وقد كان سببا في فساد علاقته بالنظام، وهناك 62 حزبا (ربما ارتفع الرقم بعد انتخابات "الدّاه" الأخيرة) تطعن في الانتخابات وتقول بأنها واجهت تزويرا، وبالتالي لا يحق لوزارة الداخلية سلبها تراخيصها ،فكيف والحالة هذه يمكن تجاوز هذا الكم ومنح حزب لجميل منصور ومحمد فال ولد بلال ؟ .
‎من الواضح أنها توجد مسافات كبيرة وفراغات في هذا الحزب مرتبطة بالأجيال والتوجهات والخلفيات يصعب ملؤها كما يصعب التنبؤ بمستقبله على الخريطة. صحيح أن عزيز خلق حزبين جديدين يوجه لهما المغاضبين بينما في فترة غزواني لم تنتظر الأغلبية قرارا مماثلا وفتحت ذراعيها لكل المغاضبين، بل وباع بعضها المراكز الحساسة والمهمة بعشرات الملايين دون أن يلوي على أي شيء من مقتضيات الشراكة، فهل انتهى زمن المسيّرات السياسية ! والحقيقة أنه من الصعب في الواقع معرفة نوعية هذا الحزب الجديد أو فصيله السياسي ولا المهمة الموكلة إليه !
‎كما يصعب الرهان على عمره الافتراضي نتيجة لكثرة الشخصيات الوازنة بالطموح ولتعارض الأجيال والتجارب داخله .إن الكثير من المهام لن يكون من الوارد القيام به من داخله، وبالتالي لن يطول بقاء الكثير من تلك الرؤوس هناك .كما أن جميل خلق سياسيا من رحم النضال ومن داخل قيادة جماعة مغامرة من أجل أهداف مقتنعة بها وخفيفة وقابلة للتحدي، فلينظر اليوم مم خلق.

الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار