الأربعاء
2024/12/11
آخر تحديث
الثلاثاء 10 دجمبر 2024

رئيس الجمهورية أمام مكتب المقاومة: المقاومة مهمة لترسيخ الروح الوطنية

10 دجمبر 2023 الساعة 17 و07 دقيقة
رئيس الجمهورية أمام مكتب المقاومة: المقاومة مهمة لترسيخ (…)
طباعة

كنت حضرت اليوم عرضا للرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة أمام رئيس الجمهورية لم تكن سوى برهة وقت وقد أظهر خلالها الرئيس عمق اهتمامه بالمقاومة التي جرى السياق العام الدولة والمزاج الذي ينتج عن ذلك أن تكون في مؤخرة المواد الدراسية وفي زاوية مظلمة من اهتمام الدولة .
كانت الجملة العريضة والوحيدة التي قالها الرئيس في إطار رده على العرض أن هذا الدور مهم جدا وأن فهم المقاومة أساسي بالنسبة لترسيخ الروح الوطنية في الاجيال الحالية والقادمة ،وودعنا وهو يرسل تلك الشحنة في نظرات الإعجاب الممزوج بالتأثر .
إن أي عسكري صالح سيتمثل ذلك الشعور بالضرورة لأنه وضع روحه دفاعا عن البلد .
كان مما جاء في العرض أن المقاومة الموريتانية أعمق من السياق الحالي لمعالجتها فهي تتمة لأمانة وضعها المجتمع بتشكيلاته في عنق الدولة الحديثة .
لقد كانت مساحة موريتانيا قبل وحتى عهد الاستعمار تزيد عن 2مليون كلم فكانت سلطة أهل محمد لحبيب تمتد إلى أراضي السينغال من جهة بدوور حيث قامت الحرب قوية على تلك المنطقة وكان اندر الأبيض من حدودهم حيث يمتد عبر "الوكحة" للحدود الموريتانية ،وكانت الاتفاقات التي قام بها الفرنسيون مع بكار ولد اسويد أحمد تمتد إلى انيور وكان تأثير آدرار يمتد لتخوم الجزائر وكان تأثير البيظان عبر الساحل يمتد للكويرة والداخلة ومناطق شاسعة من أرض الصحراء الحالية وكان الزعيم الروحي والحربي الكنتاوي الشيخ بادي قد تغلب في حربه على ايفوغاس وتجهيز جيش من القباىل الموريتانية أعاد به تأثير البيظان كاملا على منطقة تمبكتو كما قام بعد ذلك سيدي ولد حنن بحماية الأرض إلى الحدود التي ارتسمت سنة 2021 .
لم تكن هناك دولة مركزية رعت هذا التمدد ولا دعمته بالقوة ولا دعمت الإشعاع العلمي . الدولة الحديثة لم تحمي الأمانة بل فرطت فيها إلى أن تراجعت حدود الدولة الوطنية إلى 1030000 كلم .
إن الابطال الذين قدموا أنفسهم كشهداء للوطن لن يكونوا بخير وقد تم التفريط في مجهودهم الذي جنوه بالعصي والسيوف و"لگشامات" و"حك لحراشْ".
ولن يكونوا بخير وقد دفنا هذه التضحيات في موقع سحيق متواجش مع الكتمان والنسيان والتهميش .
وعلى كل حال فإن عزاء هؤلاء في فهم الرئيس للمقاومة ولدورها في بناء الروح الوطنية لعله ينفض عنها الغبار أو يخلق لنا مساحة في مهرجانات الدولة نبكي فيها على ماض منير ونجتر عدد وتواريخ المعارك كأضعف الإيمان أو كتسلية تاريخية .

من صفحة الاعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار