الجمعة
2025/10/17
آخر تحديث
الجمعة 17 أكتوبر 2025

مخاوف من تأثير "كورونا" على المائدة الرمضانية في موريتانيا (تقرير)

11 أبريل 2021 الساعة 10 و50 دقيقة
مخاوف من تأثير
طباعة

بدأت مبكرا الاستعدادات في موريتانيا لاستقبال شهر رمضان، وسط مخاوف من تأثير جائحة كورونا على موائد المواطنين، وسط ارتفاع يصفه مواطنون بأنه غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية.

وشملت الاستعدادات مختلف الصعد الرسمية والشعبية، إذ شكلت الحكومة لجنة وزارية مكلفة بالاستعدادات لشهر رمضان المبارك ومتطلباته.

وعقدت اللجنة اجتماعاً في نواكشوط، ترأسه رئيس الوزراء محمد ولد بلال، لدراسة التدابير اللازمة لضمان توفير السلع الأساسية خلال شهر رمضان.

وأوصت اللجنة باعتماد خطة ناجعة كفيلة بتموين السوق بكل المواد والسلع التي يزداد الطلب عليها في أرجاء البلاد خلال شهر الصوم.

وفي السياق، بدأت السلطات توزيع مواد غذائية على الأسر الأكثر فقرا، مشيرة إلى أنها بصدد فتح محلات تجارية تبيع المواد الأساسية بأسعار مخفضة للفقراء طوال الشهر الكريم.

بينما بدأت محطات الإذاعة والقنوات التلفزيونية (الحكومية والخاصة) في البلاد الإعلان عن برامجهما المخصصة لهذا الشهر.

فمع بداية رمضان، كل عام، تتغير جدولة البرامج، لتبدأ كل قناة وإذاعة بث برامج جديدة تواكب الشهر الكريم وتتلاءم مع طقوسه الروحية.

ولم تعلن السلطات رسميا ما إذا كانت صلاة التراويح ستقام في المساجد هذا العام أم لا، لكن الحكومة كانت رفعت تعليق صلوات الجمعة والجماعة في المساجد، ما يعني على الأغلب أنها ستسمح أيضا بإقامة صلاة التراويح في المساجد.

** استعدادات الأسواق

وبدأت استعدادات الأسواق مبكرا لاستقبال الشهر المبارك، حيث باشرت المحلات التجارية بالعاصمة نواكشوط وكبرى المدن تجهيزاتها، من خلال توفير السلع والمواد التموينية، خصوصاً السلع والمواد الأكثر استهلاكاً خلال الشهر.

الخليفة ولد أحمد، موظف في متجر بنواكشوط، يقول إن المحلات التجارية استعدت للشهر الكريم مبكراً، من خلال حرصها على توفير المواد الأساسية بالكميات الكافية.

ويضيف، في حديث لـ"الأناضول": "أكملنا استعداداتنا، البضائع متنوعة ومتوافرة بالكمية الكافية، وبدأ السكان اقتناء بعض حاجاتهم، لكن أتوقع أن الإقبال سيكون أقل هذه السنة نظراً إلى ظروف الجائحة وتداعياتها وضعف السيولة".

وتعتبر التمور والزيوت والفواكه واللحوم من بين أكثر المواد استهلاكاً، خلال رمضان.

ويتوقّع ولد أحمد أن "يشهد الإقبال على الأسواق ارتفاعاً نسبياً خلال الأيام المقبلة. لكن لن يكون بتلك الكثافة التي عهدناها في زمن ما قبل كورونا".

وعرفت أسعار المواد الغذائية الأساسية خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق تراوح بين 10 و30 في المائة مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، تزامن ذلك مع استمرار تداعيات جائحة كورونا وما نجم عنها من فقدان كثيرين وظائفهم، وتراجع النشاط الاقتصادي في البلد.

ووفق معطيات نشرها حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي/ معارض)، فإن نسبة الزيادة على كيس الأرز من فئة 50 كغم بلغت 21 في المائة، فيما سجل سعر كيس السكر فئة 50 كغم زيادة وصلت 6.5 في المائة. ووصلت الزيادة على سعر الزيت 20 لترا 36 في المائة.

ووفق معطيات رسمية يعيش 31 في المئة من سكان موريتانيا البالغ عددهم أكثر من 4 ملايين نسمة تحت خط الفقر.

ويقول سيدي أعمر ولد محمد، من سكان نواكشوط، إنه لم يتمكن من شراء كل حاجاته استعداداً لرمضان.

ويضيف، في حديث لـ"الأناضول": "اعتدنا خلال السنوات الماضية التسوق قبل الشهر الكريم، وشراء كل حاجاتنا. لدينا الآن قائمة من المتطلبات الاستهلاكية الرمضانية، لكن لم نتمكن من شراء كل حاجاتنا هذه السنة بسبب غياب المصاريف وغلاء الأسعار بشكل غير مسبوق".

ويشير إلى أن "الحكومة لم تتمكن من ضبط أسعار المواد الغذائية، والتجار يتذرعون بغلاء الأسعار عالمياً وارتفع كلفة نقل البضائع، والضحية في النهاية المواطن. كثير من سكان موريتانيا باتوا يواجهون صعوبة في شراء أبسط حاجاتهم من المواد الأساسية".

نواكشوط/ محمد البكاي/ الأناضول