عيد الاستقلال هو عيدُ المقاومين أوّلًا…
عيدُ أولئك الذين دافعوا عن الأرض، ودفعوا الاستعمار، وبذلوا الغالي والنفيس من المال والعِرض، وسقوا تراب الوطن بدمائهم ودماء آبائهم الزكيّة. هذا اليوم يومُهم… لا ينازعهم فيه منازع إلا عديمُ شرفٍ أو من في قلبه خصلةٌ من نفاق.
هذا العيد ليس زينة ولا موسِمًا، بل هو عهدٌ مُجدّد مع الرجال الذين واجهوا الحديد والصوت والبارود، فثبتوا… وانكسر أمامهم المستعمر نفسُه.
إنه يومُ الذين لم يكتبوا التاريخ بالحبر، بل بالجرح، بالعرق، وبأرواحهم التي صعدت كي يبقى الوطن واقفًا.
رحم الله الشهداء، ورحم أبناء الشهداء… فهم امتدادُ تلك السلالة المباركة.
ينبغي تكريمهم بالأغاني التي تُنشد الشجاعة، وبالأشعار التي تفهم معنى الدم، وبالرقص على الموسيقى والأوتار لأن الفرح الذي نعيشه اليوم وُلد من بين أصوات البنادق.
ينبغي تقديسهم وتعظيمهم في يومهم، ذلك اليوم الذي سطّروه بدمائهم… دماءٌ صافية لا يرقى إليها شكّ، ولا تمسّ عظمتها ريبة.
ينبغي أن نقف لهم بإجلال وإكبار؛ فكل تحايا الجيوش هي لهم أولًا، وكلُّ علمٍ يُرفع في أي وقت، في أي ركن من أرضهم المباركة، إنما يرفرف بفضلهم.
كلنا مدينون لهم… وكل من يعيش على هذه الأرض يحمل في رقبته دينًا لأولئك الذين وقفوا بدلًا عنه، وحاربوا بدلًا عنه، وماتوا ليحيا هو.
وأضعف الإيمان أن نشاركهم السعادة في يومهم، وأن لا ننازعهم ما هو ملكهم… فهم أصحاب هذا اليوم، وصانعوه، وحُماته.
تحية لكل شهيد، ولكل ابن شهيد، ولكل حفيد شهيد.
تحيةٌ بقدر عِظم تضحيتهم، بقدر الشموخ الذي تركوه في جبين الوطن.
افرَحوا… فهذا يومكم الذي كنتم تُوعَدون.
عيد استقلال مجيد
من صفحة محمد سالم أحمد دوله




