مؤشرات جيدة : شركات الدولة تتجه الي الشفافية في المناقصات

قبل البدإ في الموضوع ,فالحمد لله علي نعمة الاسلام و نعمة الاستقرار و وحدة شعبنا البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا , و جزى الله اخوتنا العرب السمر ( لحراطين ) الذين كشفوا و اكتشفوا مسرحية الدعوة و النضال الكاذب لمحاربة العبودية و الدسائس الخبيثة و الشعارات باسم لحراطين لتحريرهم من العبودية ، فقد اتضحت الصورة لجميع شرائح المجتمع عرب بيض و سمر , بيظان و احراطين و أكور افلان و سوننكي و وولوف , ووجدوا ان البيرام و زمرته ما هم الا جنود مجندة للماسونية العالمية و الصهيونية المنبوذة عالميا و المرفوضة من كافة الشعوب و علي رأسهم الشعب الموريتاني المسلم الرافض للعنصرية بكل اشكالها بحكم تعاليم دين الاسلام التي تقيده و تحكمه .
فالحمد لله بلادنا تنعم بالاستقرار و في طريقها للرقي و النماء ان شاء الله ان تضافرت الجهود بين الحكومة والشعب و هو ما يتطلع اليه الجميع و قد لاح في الافق و خاصة بعد الانتقادات الأخيرة و بعد تكسر و سقوط قبة متحف السيرة النبوية الاخير في انواكشوط بسبب العاصفة التي لم تكن قوية لتلك الدرجة ,الا ان القبة كانت معمولة بسقف هش ضعيف.
لقد بدأ مدراء شركات الدولة يستوعبون نتيجة التلاعب بالمناقصات و انه تلاعب بممتلكات الدولة ، وبدؤوا في الاعداد لاتخاذ الاجراءات ضد الاقل سعرا في المناقصات و هي بداية الخير و طريق النجاح لمشاريع الدولة ، و بدأت لجنة الصفقات تتفهم ان المسألة ليست فقط هي من يعطي اقل سعرا ، انما لا بد كذلك من مراعات الخدمات و التقنية و الجودة لإرساء المناقصة علي هذا المتنافس او ذاك .
لقد وجد الجميع ان السعر الأقل هو الوتيرة التي لعبت عليها معظم المناقصات السابقة ، فخلفت العديد من الانابيب في أحياء العاصمة ترشح ماءا هنا في هذا الحي و ذاك لرداءة نوعيتها و قلة سعرها فحولت بعض المناطق في أحياء العاصمة الي برك مياه ، و نفس الشيء حصل مع الكهرباء و مصابيح أعمدة الكهرباء و إنارة الشوارع في العاصمة و علي الطريق المؤدي الي المطار, فالأعمدة بدون إنارة و السبب هو المصابيح المركبة ، ربح مناقصتها احدهم بقاعدة ( الاقل سعرا ) ، فاشتغلت لفترة وجيزة ثم تعطلت ، لتخلف انطباعا سلبيا امام زوار البلد و هم قادمون للاستثمار في عاصمة يخيم عليها الظلام من مطارنا الدولي ام التونسي الي العاصمة ليلا, ظلام دامس , فأين نحن من العالم ؟
و كله بسبب المناقصات و قاعدة " العرض الأقل سعرا " , و هي القاعدة الكارثة علي البلد و التي اتخذها التجار و رجال الاعمال ذريعة حسب نصوص المناقصات لجلب للبلاد اردأ انواع أنابيب المياه و أردأ انواع مصابيح الكهرباء و المولدات والاسفلت في الطرقات لا يصمد الا لشهور فيتقشر و يتقعر، فتضطر الدولة لترقيعه من هنا و هناك و تهدر المزيد من الاموال في حلول مؤقتة او تضطر لعمل مناقصة جديدة , و... و تحولت مشاريع الدولة الي تجارب مع تجار و رجال اعمال يتصرفون ( معظمهم ) كأنهم ضيوف علي البلاد او كان البلد لا يستحق ان تجلب اليه المعدات و المنتجات عالية الجودة و التقنية ... تهاون و تلاعب من قبل التجار و رجال الاعمال من جهة و من جهة غياب للردع و العقوبة من جهة السلطات.
و لكن و لله الحمد بدأ مدراء شركات الدولة و لجان الصفقات يتجهون لفرض معايير الجودة و حتي ان كان العرض بالسعر الاقل ، فذاك لا يكفي ، فلا بد ان تصاحبه الجودة و التقنية التي تصمد لفترات اطول حتي يجدها الاجيال القادمة انجازات امامهم قيمة قائمة .
البشير ولد بيا ولد سليمان / ضابط طيار سابق
Email : [email protected]