الثلاثاء
2025/09/16
آخر تحديث
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025

يقظة الشعب الأوروبي بعد فوات الآوان

منذ 4 دقيقة
يقظة الشعب الأوروبي بعد فوات الآوان
قرار المسعود
طباعة

من منا لا يلاحظ التحول الناجم عن المجتمع و الشعب الآوروبي و كأنه كان في حالة سكر و أنهض في الآونة الأخيرة بعد الحرب في أوكرانية و غزة.
ليس غريب منه في العهود الغابرة التي كانتْ تستعمل فيها المجتمعات الغربية من طرف الكنيسة و من الدجالين الذين جعلوها في سبات تام و غفلة و أقنعوها أن كل ما يأتي من غيرهم هو تخلف و ضد الحرية و التفتح و التطلع إن لم يكن من رجل الكنيسة و كل ما تقوله هو المنهاج المقدس. حتى وقع ما وقع و إنكشفت العبودية المفرطة و كان جاك روسو و ديكارت في بداية القرن التاسع عشر من هؤلاء الذين تعتبرهما الأم الغربية منقذا الإنسانية بعلمهما و نظرتهما لحرية المجتمع ككل و لكن في حقيقة الأمر لم يغيرا شيئا بل حَوَلا طامة عبودية الكنيسة إلى طامة عبودية النفس و تسليط عبودية السامية و الطبقية الوحشية التي ولدتْ طغاة سيطروا و إستعمروا مجتمعات غيرهم.
هذان العالمان ومن على نهجهم يتكلمون على النبي محمد و كأن أحاديثه الشريفة قديمة و أنهم جاؤوا بالحضارة المثالية و تحرير الإنسانية و نسوا أن العبد أي الإنسان خلق حر كما قالها عمر ابن الخطاب منذ اربعة عشر قرنا. فأين ياترى الفرق بين ما أثمرته هذه الحضارة اليوم من تفتح و تبرج و انحلال خلقي و شيخوخة في المجتمع. و كأنهم خرجوهم من الظلمات إلى النور بل بالعكس زادهم ظلمات على ظلمات تحت مغناطيس الحركة الصهيونية العالمية و تحت غطاء البنائون (الماسونية ) التي ظهر لهم أمرها مما جعلتهم من أجل حب المادة من تجار الربا و الله وعد مَنْ يتاجر عمدا بالربا بالحرب، و عبيد السامية و دفاعا على ضحايا المحرقة أعطوا صورة بشعة عن الدينات الأخرى و بالخصوص الإسلام ودنسوا المسيحية و أعطوها مظهرا إشهاريا.
من ثمة اختلط الحابل بالنابل و أصبح كل شيئ مباح يسبح في عالم الشهوات حتى تبديل الخلق من ذكر إلى أنثى و تجريد المواطن الآوروبي من الجانب الإنساني و جعله آلة للأكل و الشرب و السمع و الطاعة للحكام الذين تم صنعهم من حب المال و تطوير الشركات المهيمنة التي تتحكم في السياسة و تعين الحكام من أجل ربحها و تسلطها على العالم بدون مراعاة على إستقرار الفرد.
إن ما يحدث في القارة الأوروبية من تغيير في الرؤى و توسع عبر المعمورة من التحويل الأنظمة و الرجوع الى واقع الواقع نتيجة المخطط الشرقي الذي أصبح مفروض عليهم بإحكام. سطعتْ كل العيوب التي تحملها العصرنة على مرأى و مسمع المجتمعات النامية و أبهرت بعض الأحيان فئة المغفلين أو الذي تحتم عليه الأمر بدخول الجحر معهم.
كم أنت سعيد أيها المسلم الذي يتدبر الآيات و يأخذ ما يوضح له كيفية وجوده وتجنب غرور الدنيا. فما نلاحظه من تشقق و توسع بين الحاكم و المحكوم في هذه القارة خاصة و غيرها أصبح جليا نتيجة عقلية افعل ما تريد حتى على حساب الطبيعة و الرب كما يعتقدون و لكن لا يدركون أبدا أن مَنْ تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه، بواسطة شرذمة وصفها الله في صورة الأنفال و التوبة و غيرها بالفتنة و حب الدنيا و عدم الوفاء بالعهد و أكل السحت. فالحرب عند كل عاقل أصبحت معلنة بين هذه الحركة و الإسلام الذي زاحم كثيرا و زاد بقوة في هذا الوقت.
ما من شك أن الكثير تكلموا على هذا الموضوع و لكن اليوم أصبح واقعا ملموسا و مشهدا يوميا في المعمورة كلها ليس في غزة فحسب. فإذا إشتد الحبل إنقطع و ليت هناك من يعتبر مما حدث فيما مضى في الصور العابرة من أمر الله. من المعروف و المقنع من الجميع مهما كان، أن الضعيف إذا جائته الفرصة لا يتسامح و لكن يستغلها و لا يتصرف بالحكمة إلا المسلم الحقيقي فلا يتخلى و لو عن جزء من شبر. فكل المؤشرات حاليا توحي في هذا الاتجاه و مَنْ كان دائما شبعانا لا يطيق الجوع و لو نسبيا و تلك المشكلة لأنه كان يشبع من حق غيره.

قرار المسعود