الخميس
2025/09/11
آخر تحديث
الخميس 11 سبتمبر 2025

من غزي لركاب الى معركة التيكويت" ارث الصمود والجهاد!!

منذ 29 دقيقة
من غزي لركاب الى معركة التيكويت
طباعة

أثناء مشاركتي في تغطية مهرجان أطار الثقافي وديان الخروب، وبدافع الفضول أثناء بحثي في تاريخ المقاومة
العسكرية والثقافية والدينية في آدرار، وقفت أمام صفحات تاريخية حيّة لأجدادي الذين تصدوا للاستعمار بكل بسالة وإيمان. ومن بين هؤلاء، يبرز المجاهد الشهيد إعل ولد لخديم، الذي لم يكن استشهاده سنة 1908م في معركة "أيكنينة التيكويت" حدثًا منفردًا، بل كان، بل كان امتدادًا لتضحيات أسرته:
أعلي ولد لخديم، استشهد سنة 1915م في معركة بنفس المنطقة تقريبًا.
الشيخ أحمد ولد لخديم، استشهد سنة 1928م مواصلًا درب المقاومة.
في صفحات التاريخ الموريتاني المشرقة، تتجلى قصة تضحيات ثلاثة أجيال من المقاومين الذين دفعوا أرواحهم ثمناً لحرية وطنهم. من الجد إلى الأب إلى الابن، كان الاستعمار يواجه إصرار شعب لم يعرف الانكسار، ولم تتوقف مقاومتهم عند لحظة أو مكان، بل امتدت عبر الزمان والمكان، تشهد على عزة النفس والوفاء للوطن.
تتجسد في هؤلاء الشهداء قيم الصمود والشجاعة والوفاء، لتبقى ذكراهم نبراساً للأجيال القادمة، وتذكيراً بأن الحرية ليست هبة، بل ثمرة دماء أجيال متعاقبة.
اللقاء مع الشيخ ماء العينين
قبل المعركة، التقى الشهيد إعل ولد لخديم بالشيخ ماء العينين بن مامين، أحد أبرز رموز الجهاد في المنطقة، الذي كان يلتقي بالمجاهدين في ما يُعرف محليًا بـ"بغزي لركاب". وعندما سأله الشيخ: «ماذا تريد؟» أجاب إعل: «أريد أن لا أموت»، فرد الشيخ عليه: «لك ذلك».
وبعد سنة من الحادثة، جاء وفد ليعلم الشيخ بما حدث، فأخبروه أن إعل ولد لخديم استشهد في معركة أيكنينة التيكويت قرب أكجوجت، فعندها خاطب الشيخ الحضور قائلاً: «هذا ما كان يريده المجاهد إعل ولد لخديم؛ المجاهد والشهيد في سبيل الله لا يموت».
هكذا، تحققت إرادة المجاهد حين سقط شهيدًا في ساحة القتال، لتظل ذكراه خالدة في صفحات التاريخ الموريتاني.
بهذه التضحيات، قدمت أسرة أهل لخديم مثالًا نادرًا في التاريخ الموريتاني على توريث الجهاد والشهادة، حيث ضحّت ثلاثة أجيال متعاقبة بأرواحهم دفاعًا عن الأرض والعقيدة. قصة إعل ولد لخديم وأسرته تكشف عمق التلاحم بين المقاومة في موريتانيا والصحراء، وتؤكد أن الاستعمار لم يواجه أفرادًا متفرقين، بل شعوبًا موحدة بالعقيدة والكرامة، لتظل هذه التضحيات جزءًا أصيلًا من الذاكرة الوطنية التي تستحق التوثيق للأجيال القادمة.
الراحل المهندس حمود ولد لخديم رحمه الله يروي القصة:

https://www.youtube.com/watch?v=0s40YnhJahY

لمرابط ولد لخديم