العقوبات المعنوية: حلاقة الرأس و تنظيف شوارع العاصمة

عقوبة ردع جيدة و لكن لا تكون في حق المواطن العادي البسيط ، انما الأولى و الأحق بها هم الوزراء و موظفوا الدولة السامون و المدراء ممن يثبت عليهم التلاعب بالمال العام ، فيخرجون الي شوارع العاصمة، الراس حليق الشعر علي الصفر ، و يبدؤون يومهم في تنظيف العاصمة جنب عمال البلدية ، عقوبة خفيفة و رمزية و لكن أثرها قوي و سيبقي عالقا لسنين في ذهن ذاك الوزير او الموظف السامي الذي تثبت ادانته بالمساس بالمال العام او بمصالح الدولة ، عقوبة ( ردع معنوي ) عميقة المعنى , جرحها لا يندمل و ستكون عبرة لآخربن.
واما الدمقراطية " المهزلة " التي تعيشها بلادنا كغيرها من البلدان الضعيفة ، فهي ليست خيارا بل فرضت فرضا ظلما و تعسفا علي هذه الشعوب و منها شعبنا ، لتجعل المال هو صاحب القرار .
فمن يملك مالا أكثر يجري وراءه ناس كثر فيجني أصواتا أكثر ، معادلة جلية و رسالة واضحة مفادها قتل القيم و الأخلاق و القضاء علي الروحانيات و الديانات ( الدين عند الله الإسلام ).
فالدمقراطية بشكلها هذا المتداول هي ظلم و اجحاف بالمهندس و الطبيب و العالم و الخبير و مساواتهم بقاطع الطريق ، فلكل واحد منهم صوت و تزكية بنفس القدر من المساواة ، و من القاضي ؟ و من هو الحكم ؟
الحكم هم صناديق الاقتراع التي لا تعقل و لا تفرق بين الرقاص و الفقيه و عالم الذرة و المهندس و الطبيب و قاطع الطريق .
و لأنها الدمقراطية ، و حرية التعبير ، و حرية الاختيار ، و حرية الصداقات و الزيجات ، فهو يقول انه حر بان يفرح وفريقه من المخنثين ، و يروجوا لجنسهم " الثالث " و " لنوعهم " البشري القادم من كوكب آخر ، تمهيدا لفرض قانون " النوع " المحسوم أزلا : " ذكر و انثي " ، و لكن مع الدمقراطية و قوانينها فلا مانع من النوع و التنوع و التميع و التبختر و الاختلال في التصرفات و الحركات ’ هكذا يراد لشعوبنا ان تكون .
ومن مهزلة الدمقراطية التي سيقت لنا و نحن شعب مسلم تحكمنا قوانين ديننا - او هكذا يفترض ان نكون - من المفارقات أن يناقش برلماننا " نخبتنا " و منتخبي شعبنا مسالة الإساءة و التنابز بالألقاب و سب الرموز و ما شابه ، فكل ذلك محظور في ديننا سوآءا كنا رموزا او غير رموز ، فقد علمنا الاسلام ان لا يغتب بعضنا بعضا و ان لا نتجسس علي بعضنا البعض و لا نتنابز بالألقاب ، مسلمات في ديننا محسومة ولا تحتاج نقاش و لا جلسات برلمان ، ثمة أمور أخرى اولى .
و من الحريات و آثار الدمقراطية التي اندفعت فيها بلادنا كغيرها من بلدان العالم و التي روج لها مثقفونا و طبقتها شعوبنا بجدارة " نسخ و لصق " و لكن علي جهالة و غباء ، غياب النظام و تفشي الفوضى في الكلمة و في السب في المواقع وفي الإعلام , الفوضى في السوق في الشوارع في تحدي القوانين و تجاوز الصلاحيات و فرض العقوبات و تنفيذها حسب المزاج .
البشير ولد بيا ولد سليمان