من وحي أجواء الباكلوريا

((زاد المدرس 8 عادات للتدريس الناجح)) قبل أيام قرأت هذا الكتاب الذي يمثل كما جاء في مقدمته خلاصة "دراسة ميدانية امتدت 12 سنة، تم خلالها استجواب 200 من المدرسين الناجحين حول عاداتهم التدريسية، ويُدرسون في 9 دول من قارات مختلفة".. وقد خرجت من هذا الكتاب بثلاث خلاصات أساسية:
الأولى: أن بوابة إصلاح التعليم الحقيقية هي المدرس..
والثانية أنه ليس كل مدرس يستطيع أداء رسالته التعليمية بل المدرس النابه والعارف والمبدع، فالمدرس يجب أن يكون من نخبة المجتمع الفكرية والثقافية..
والثالثة أن دفع هذه النخبة إلى الولوج إلى التدريس يتطلب وضع المدرسين في أعلى الهرم الوظيفي والاقتصادي والاجتماعي لا في أسفله، فيجب أن ينال المدرس راتبا محترما وحوافز مالية وإدارية معتبرة تمكنه من احتلال مرتبة رفيعة في الدولة والمجتمع..
من قرأ هذا الكتاب سيدرك لا محالة أهمية المدرسين في حياة الأمم والشعوب ودورهما المركزي في نهضة الدول ورقيها، وأنه لا سبيل إلى أي تقدم أو رفاه بدونهم.. كما سيدرك أن المدرس ليس مجرد شخص يحمل صفة معلم يدخل إلى الفصل ليقدم معلومات ويخرج، بل هو مرب لديه مصنع يُصنع فيه الأجيال القادمة، وخبرته وكفاءته واستعداده وقدرته على الإبداع هي وحدها التي ستحدد مستوى جودة الأجيال التي سيصنع...
أدعو الجميع -خاصة الدولة والأسرة التربية- إلى الاطلاع على هذا الكتاب الذي يستخلص تجارب 200 مدرس ناجح حول العالم والاستفادة منه في سبيل جعل المدرس وظروفه المادية وطرق اختياره وتكوينه المستمر في اولوية أي إصلاح تعليمي منشود...
من صفحة الإعلامي الحسين بن محنض