الجمعة
2025/09/12
آخر تحديث
الجمعة 12 سبتمبر 2025

باحث مختص في العلاقات الدولية يكشف لماذا اختار ترامب الرئيس الموريتاني لقمة واشنطن

5 يوليو 2025 الساعة 15 و59 دقيقة
باحث مختص في العلاقات الدولية يكشف لماذا اختار ترامب (…)
طباعة

قالت مصادر دولية إنه من المتوقع أن يستضيف يوم الإثنين المقبل التاسع من يوليوز الجاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قمة في البيت الأبيض قادة خمس دول أفريقية هي: الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، موريتانيا، والسنغال.
وأضافت المصادر نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض أن هذه القمة تهدف إلى مناقشة “الفرص التجارية” وتعزيز الاستثمار في القارة السمراء، في إطار رؤية ترمب لـ “أمريكا أولاً” التي تركز على التجارة بدلاً من المساعدات الخارجية.

من جانبه قال الباحث المختص في العلاقات الدولية محمد شقير إنه يرى أن هذا الاختيار مرتبط بالأساس بالتوجه الأمريكي للسياسة الخارجية لإدارة ترمب التي تقوم على ضمان مصالح أمريكا أولا، والتي تعني في منظور الرئيس الأمريكي ”النقص من الدعم المالي التي تقدمه الولايات المتحدة للدول النامية بما فيها الدول الأفريقية”.

وأضاف شقير تشمل هذه الدعوة سياسة الهجرة التي ينهجها ترمب إزاء مواطني الدول الأفريقية، إلى جانب مصالح الشركات الأمريكية فيما يتعلق بالاستثمار في ثروات الدول الأفريقية، مشددا على أن كل هذه ”الاعتبارات هي التي حددت إستضافة إدارة ترامب للدول الأفريقية الخمس بما فيها موريتانيا التي يبدو أنها أصبحت ضمن الدول التي يمكن الارتكاز عليها في استراتيجية أمريكا للتواجد في أفريقيا”.

وأوضح شقير أن موريتانيا ”تعتبر ضمن الدول المحادية لدول الساحل، التي تعاني من عدم الاستقرار. وبالأخص دولة مالي التي تواجه تحركات تنظيمات انفصالية كالازواد التي تساندها الجزائر”.

وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستفضل الدول التي تظهر “القدرة على مساعدة نفسها والاستعداد لذلك”.

كما صرح المسؤول الكبير بمكتب الشؤون الأفريقية بالخارجية الأمريكية، تروي فيتريل أن تقييم المبعوثين الأمريكيين في أفريقيا سيستند إلى الصفقات التجارية المبرمة.

وفق مراقبين، قد يبدو حضور موريتانيا مفاجئاً للبعض، لكن البلاد تشهد في السنوات الأخيرة طفرة اقتصادية محتملة بفضل اكتشافات الغاز الطبيعي الهائلة، أبرزها مشروع “حقل السلحفاة الكبرى أحميم” المشترك مع السنغال. هذا الاكتشاف يضع موريتانيا على خارطة مصدري الطاقة المحتملين، مما يفتح شهية القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، للاستثمار في هذا القطاع الواعد.

كما أن موريتانيا تتمتع بموقع جيوسياسي مهم كجسر بين شمال أفريقيا وغربها، ولها دور متزايد في جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. هذه العوامل تجعلها شريكاً استراتيجياً محتملاً لواشنطن في منطقة تزداد تعقيداً.