عمى الإبادة والاستيطان

تشكل جامعة هارفرد الأمريكية حاليا رأس الحربة في الدفاع الشجاع والمستميت عن الحريات الفردية والجماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة ما يتعلق منها بالتعبير السلمي عن شجب واستنكار الإبادة الجماعية الماثلة في قطاع غزة.
لقد تأسست هذه الجامعة الخاصة يوم 28 أكتوبر 1636م، أي 140 سنة قبل استقلال الولايات المتحدة الأمريكية (4 يوليو 1776م) ! فهي، بشعارها اللاتيني "فيرتاس" (الحقيقة)، أقدم جامعة في "العالم الجديد"…
وخلافا لادعاء شائع، لم يتم تأسيس جامعة هارفرد من طرف رجل الدين (المسيحي) جون هارفرد، إلا أنه يرجع إليه الفضل في التبرع لها مبكرا بمبلغ مالي معتبر، زيادة على كل مكتبته الشخصية التي حوت 400 مرجع.
لقد قررت السلطات الأمريكية الحالية وقف دعم عمومي بمبلغ 100 مليون دولار، كان يتم تقديمه سنويا لهذه المؤسسة المتميزة، ومن المتوقع أن تتأثر سلبا على الصعيدين المالي والتربوي من قرار الإلغاء المفاجئ للتأشيرات الطلابية.
إلا أن مؤسسة عاشت قرابة قرن ونصف قرن دون دعم عمومي، قد لاتتأثر كثيرا بانقطاعه لمجرد رباعية تعيسة…
إن صمود الأوساط الجامعية والفكرية الغربية "المستنيرة" في وجه الظلامية السياسية الجديدة التي تعمى أن ترى الإبادة في غزة إبادة والاستيطان في الضفة الغربية استيطانا، يستحق التضامن والتثمين، بالنظر إلى التأثيرات السلبية لهذه الظلامية، ليس على فلسطين فحسب، بل وعلى حياة الشعوب عبر المعمورة، وداخل الفضاء العربي-الإسلامي بشكل خاص.
من صفحة الوزير الأسبق اسلك ولد أحمد ازيدبيه