الجمعة
2025/06/20
آخر تحديث
الخميس 19 يونيو 2025

رئيس معهد مدد رأس ولد محمد الحسن يتحول من محلل ومؤثر على الساحة الإعلامية والسياسية إلى داعم لإصلاحها من خارجها

29 مايو 2025 الساعة 08 و00 دقيقة
رئيس معهد مدد رأس ولد محمد الحسن يتحول من محلل ومؤثر (…)
طباعة

.
سلسلة بيانات ، ومعلومات ، وتوضيحات تتعلق بانسحابي من الساحة السياسية والإعلامية .

رسالتُنا : بيانٌ مبدئي

أيها المواطنون الأعزاء ،

أحبائي من عشرات الآلاف على "واتساب"،

أيها الاربعة الاف وتسع مائة (4900) صديق على "فيسبوك" ،

أيها المستمعون والمشاهدون الأعزاء على الإذاعات والقنوات الموريتانية والدولية ،

فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد الشيخ الغزواني .

لقد كنتم خلال العشرين سنة الماضية ، عائلتي ، قبيلتي ، مدينتي ، ... ووطني

كنتم شغلي الشاغل ومجال عملي الأوحد .

كنت أتحاور معكم ، واتواصل معكم ، ومن أجلكم ، بذلت كل ما أملك . ومنكم ... تلقيت كل ما لدي ! . فما تلقيته منكم ،لا يقدر ثمنه .

سأحاول ، وسأواصل -بإذن الله - عطائي ولكن ، بطريقة مختلفة .

صحيح أن تواصلنا كان -في هذا العالم الافتراضي - عبر الأقمار الاصطناعية ، دون أن نحظى بالتماس البشري ، الضروري لطبيعة الإنسان الاجتماعية . ومع ذلك ، لم أشعر يوماً بحرارة العاطفة ، والمودة ، والتقدير كما شعرت بها خلال هذه السنوات ؛ خاصة خلال الست عشرة الأخيرة .

أشكر الآلاف من الموريتانيين الذين استمعوا إليّ ؛ قرأوا كتاباتي ؛ راسلوني وآزروني منذ أول ظهور لي على الاثير . حتى اليوم . لكني أعترف أن هذا الانغماس لمدة اربعة عشر ساعة يوميًا دون توقف ، منذ عام 2009 . الشيء الذي كان على حساب واجباتي الأسرية من جهة ، وعلى حساب مسؤولياتي الشخصية والمهنية .

وأعترف أيضًا ، أن هذا الجهد الذي بذلته - طيلة خمس سنوات - دعماً لاستقرار بلادي ونظام الرئيس الغزواني ، قد كلّفني من صحتي وممتلكاتي ، الكثير ! .

بات اهلي وأصدقائي يتشوقون لرؤيتي بينهم ، لا عبر شاشات الهواتف والتلفاز فقط . أقول لهم : الشوق متبادل . وباتا جسدي وصحتي يرسلان إشارات ، يطلبان الشفقة . أفهم مغزى قرع ناقوسيهما المحذر ، إن لهما كذلك حقوق علي ؛ وأبقى مع ذلك متفائلاً ! .

أيها المواطنون ، أيها الشركاء ، أيها الأصدقاء

ارى ان الساحة الإعلامية والسياسية والاقتصادية في بلادنا ، تتحوّل - أمام عيني - وتفقد طابعها . أصبحت غريبة لا تُدرك !
ووطني العزيز - موريتانيا- بعد أن أمضت سنوات تدور في حلقة مفرغة ، سلكت منذ غشت 2009 طريقًا خاطئًا . لقد وُضع قطارها على سكك منحرفة .

كذلك نرى العدو الخارجي متربصا بوحدتنا وحتى بوجودنا . يُحرّك الجهلاء العديمي الدراية بأهمية الثقافة ، وبادبيات السياسة . هذا العدو الذي يزرع بذور الشعبوية العرقية والفساد ، والمافيات تتصارع على إدارة شؤون بلادنا !.

ارى في هذا السياق ، أنه من واجبي أن أخدمكم بطريقة مختلفة : فالمتابعة ، والتعليق ، واتخاذ المواقف التكتيكية ، أراها اليوم غير مجدية ؛ بل قد تكون ضارة . انها نوع من من التبعية السلبية والاستسلام . وهو ما لا أرضاه لنفسي ، بل أراه تواطؤًا مدانًا ، أخلاقيًا .

سأغيّر منهجي ؛ لكنني سأستمر - ما دام الله يأذن ويُمكّن - سأظل وطنياً ومجاهدًا . سأحاول أن أفتح جبهات أخرى ، لأساهم في اصلاح ما تم تشويهه ، وتلويثه ، وإفساده في بلدي . ومن مراقب وناصح إيجابي ، ومحلل ناقد ، سأصبح دعامة خارجية مستقلة ،

أيها المواطنون

لن أغلق هذه الصفحة ، ولن أفتح أخرى جديدة قبل أن أُشير - ولو بإيجاز - الى الدروس والعبر التي استخلصناها من تجاربنا ، المشتركة منها أو الفردية .

سأُفصح عن نضالات اخُفيت عنكم ؛ وعن إخفاقاتي ونجاحاتي .

وسأطلب دعمكم لإعادة اعتباري ، واسترداد حقوقي ، وتعويض ما لحقني من أضرار خلال العقد الماضي ، وبشكلٍ مغاير ، خلال الخمسية الحالية ، التي كرّست لها كل جهدي .

أُعلم الرأي العام وفخامة رئيس الجمهورية ، أن نظام الرئيس السابق -عزيز - بلغ به الحد إلى التهديد بحياتي ( أملك الأدلة ، ومحاضر الشرطة في المقاطعة الأولى ، تشهد بذلك .

أذكّر فخامة الرئيس الغزواني ، أن هناك مسؤولون إدار يون وسياسيون في نظامه ، اضطهدوني . ربما دون علمه .

تجاهلتهم ، وأبقيت أفعالهم الشريرة طي الكتمان ، لأسباب سياسية ، ولقربهم منه .
وأملك أيضًا الأدلة على ما أقول . ( واذا لزم الامر ، سأطرحها أمام شخصه السامي ) .

اعزائي

وانا في وضعيتي الجديدة هذه ، لا أتطرق لهذه الأمور الأخيرة خوفًا ( فـالخوف شعور أجهله ) ، بل احترازًا ، وتوثيقًا ، ووفاءً للتاريخ .

ملاحظة
الحلقة الأولى القادمة ستكون مخصصة لتوجيه الشكر للشخصيات المرموقة والعظيمة ، التي طلبت من الرئيس أن يُكرمني .

ولرفع بعض الالتباسات ، سأشارككم - بالمناسبة - في معرفة طبيعة علاقتي مع فخامة الرئيس الغزواني .

وسأواصل هذه السلسلة - على شكل حلقات - امتنانا لكم ، ووفاءً بعهدي ، واحترامًا لمؤسستي مددراس 2IRES
****
محمد بن محمد الحسن
معهد مدد راس
28/5/2025