رئيس معهد مدد رأس ولد محمد الحسن يتحول من محلل ومؤثر على الساحة الإعلامية والسياسية إلى داعم لإصلاحها من خارجها

.
سلسلة بيانات ، ومعلومات ، وتوضيحات تتعلق بانسحابي من الساحة السياسية والإعلامية .
رسالتُنا : بيانٌ مبدئي
أيها المواطنون الأعزاء ،
أحبائي من عشرات الآلاف على "واتساب"،
أيها الاربعة الاف وتسع مائة (4900) صديق على "فيسبوك" ،
أيها المستمعون والمشاهدون الأعزاء على الإذاعات والقنوات الموريتانية والدولية ،
فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد الشيخ الغزواني .
لقد كنتم خلال العشرين سنة الماضية ، عائلتي ، قبيلتي ، مدينتي ، ... ووطني
كنتم شغلي الشاغل ومجال عملي الأوحد .
كنت أتحاور معكم ، واتواصل معكم ، ومن أجلكم ، بذلت كل ما أملك . ومنكم ... تلقيت كل ما لدي ! . فما تلقيته منكم ،لا يقدر ثمنه .
سأحاول ، وسأواصل -بإذن الله - عطائي ولكن ، بطريقة مختلفة .
صحيح أن تواصلنا كان -في هذا العالم الافتراضي - عبر الأقمار الاصطناعية ، دون أن نحظى بالتماس البشري ، الضروري لطبيعة الإنسان الاجتماعية . ومع ذلك ، لم أشعر يوماً بحرارة العاطفة ، والمودة ، والتقدير كما شعرت بها خلال هذه السنوات ؛ خاصة خلال الست عشرة الأخيرة .
أشكر الآلاف من الموريتانيين الذين استمعوا إليّ ؛ قرأوا كتاباتي ؛ راسلوني وآزروني منذ أول ظهور لي على الاثير . حتى اليوم . لكني أعترف أن هذا الانغماس لمدة اربعة عشر ساعة يوميًا دون توقف ، منذ عام 2009 . الشيء الذي كان على حساب واجباتي الأسرية من جهة ، وعلى حساب مسؤولياتي الشخصية والمهنية .
وأعترف أيضًا ، أن هذا الجهد الذي بذلته - طيلة خمس سنوات - دعماً لاستقرار بلادي ونظام الرئيس الغزواني ، قد كلّفني من صحتي وممتلكاتي ، الكثير ! .
بات اهلي وأصدقائي يتشوقون لرؤيتي بينهم ، لا عبر شاشات الهواتف والتلفاز فقط . أقول لهم : الشوق متبادل . وباتا جسدي وصحتي يرسلان إشارات ، يطلبان الشفقة . أفهم مغزى قرع ناقوسيهما المحذر ، إن لهما كذلك حقوق علي ؛ وأبقى مع ذلك متفائلاً ! .
أيها المواطنون ، أيها الشركاء ، أيها الأصدقاء
ارى ان الساحة الإعلامية والسياسية والاقتصادية في بلادنا ، تتحوّل - أمام عيني - وتفقد طابعها . أصبحت غريبة لا تُدرك !
ووطني العزيز - موريتانيا- بعد أن أمضت سنوات تدور في حلقة مفرغة ، سلكت منذ غشت 2009 طريقًا خاطئًا . لقد وُضع قطارها على سكك منحرفة .
كذلك نرى العدو الخارجي متربصا بوحدتنا وحتى بوجودنا . يُحرّك الجهلاء العديمي الدراية بأهمية الثقافة ، وبادبيات السياسة . هذا العدو الذي يزرع بذور الشعبوية العرقية والفساد ، والمافيات تتصارع على إدارة شؤون بلادنا !.
ارى في هذا السياق ، أنه من واجبي أن أخدمكم بطريقة مختلفة : فالمتابعة ، والتعليق ، واتخاذ المواقف التكتيكية ، أراها اليوم غير مجدية ؛ بل قد تكون ضارة . انها نوع من من التبعية السلبية والاستسلام . وهو ما لا أرضاه لنفسي ، بل أراه تواطؤًا مدانًا ، أخلاقيًا .
سأغيّر منهجي ؛ لكنني سأستمر - ما دام الله يأذن ويُمكّن - سأظل وطنياً ومجاهدًا . سأحاول أن أفتح جبهات أخرى ، لأساهم في اصلاح ما تم تشويهه ، وتلويثه ، وإفساده في بلدي . ومن مراقب وناصح إيجابي ، ومحلل ناقد ، سأصبح دعامة خارجية مستقلة ،
أيها المواطنون
لن أغلق هذه الصفحة ، ولن أفتح أخرى جديدة قبل أن أُشير - ولو بإيجاز - الى الدروس والعبر التي استخلصناها من تجاربنا ، المشتركة منها أو الفردية .
سأُفصح عن نضالات اخُفيت عنكم ؛ وعن إخفاقاتي ونجاحاتي .
وسأطلب دعمكم لإعادة اعتباري ، واسترداد حقوقي ، وتعويض ما لحقني من أضرار خلال العقد الماضي ، وبشكلٍ مغاير ، خلال الخمسية الحالية ، التي كرّست لها كل جهدي .
أُعلم الرأي العام وفخامة رئيس الجمهورية ، أن نظام الرئيس السابق -عزيز - بلغ به الحد إلى التهديد بحياتي ( أملك الأدلة ، ومحاضر الشرطة في المقاطعة الأولى ، تشهد بذلك .
أذكّر فخامة الرئيس الغزواني ، أن هناك مسؤولون إدار يون وسياسيون في نظامه ، اضطهدوني . ربما دون علمه .
تجاهلتهم ، وأبقيت أفعالهم الشريرة طي الكتمان ، لأسباب سياسية ، ولقربهم منه .
وأملك أيضًا الأدلة على ما أقول . ( واذا لزم الامر ، سأطرحها أمام شخصه السامي ) .
اعزائي
وانا في وضعيتي الجديدة هذه ، لا أتطرق لهذه الأمور الأخيرة خوفًا ( فـالخوف شعور أجهله ) ، بل احترازًا ، وتوثيقًا ، ووفاءً للتاريخ .
ملاحظة
الحلقة الأولى القادمة ستكون مخصصة لتوجيه الشكر للشخصيات المرموقة والعظيمة ، التي طلبت من الرئيس أن يُكرمني .
ولرفع بعض الالتباسات ، سأشارككم - بالمناسبة - في معرفة طبيعة علاقتي مع فخامة الرئيس الغزواني .
وسأواصل هذه السلسلة - على شكل حلقات - امتنانا لكم ، ووفاءً بعهدي ، واحترامًا لمؤسستي مددراس 2IRES
****
محمد بن محمد الحسن
معهد مدد راس
28/5/2025