الفرق بين الصوم والصيام؟!

المسلم يعرف صوم رمضان ولكنه لايميز بين الصوم والصيام؟!
الفرق بين "الصوم" و"الصيام" من الناحية اللغوية والشرعية.
كلا الكلمتين تحملان في الأصل معنى واحدًا، وهو الامتناع عن شيء معين، لكن السياق هو الذي يحدد نوع الامتناع.
الفرق اللغوي:
الصوم والصيام في اللغة: الصوم في اللغة هو الإمساك والامتناع عن شيء معين، سواء كان طعامًا أو كلامًا أو غير ذلك. قال ابن فارس في "مقاييس اللغة": (صوم: الصاد والواو والميم أصل يدل على إمساك وركود في مكان، يقال صام النهار أي قام وسط السماء، وصام الفرس إذا وقف ولم يتحرك).
الصيام: هو مصدر الفعل "صام"، وهو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيّة التعبد.
الفرق الشرعي في الاستعمال القرآني:
1. الصيام ورد في القرآن الكريم بمعنى الإمساك عن المفطرات في سياق فريضة رمضان:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) (البقرة: 183).
(وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة: 184).
2. الصوم ورد في القرآن في موضع واحد، وهو ما ورد على لسان السيدة مريم عليها السلام:
(فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) (مريم: 26).
وهنا جاء الصوم بمعنى الامتناع عن الكلام، وليس لأنه مختلف عن "الصيام"، بل لأن السياق يحدد نوع الإمساك.
الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، لا يعني أن الصوم مختلف عن الصيام، بل لأن الصوم هنا يشمل كل أنواعه، سواء كان صيام الفريضة، أو الصبر على المعاصي، أو الامتناع عن المحرمات.
هل هناك فرق شرعي بين الكلمتين؟
لا يوجد دليل شرعي أو لغوي قاطع يميز بين "الصوم" و"الصيام" كمفهومين مستقلين. الفرق في الاستعمال هو حسب السياق، وليس أن "الصيام" يخص الامتناع عن الطعام والشراب و"الصوم" يخص اللسان.
نستنتج أن؛
الصيام والصوم في الأصل مترادفان، لكن السياق يحدد معناه.
القرآن استخدم "الصيام" لفريضة رمضان، و"الصوم" في موضع الامتناع عن الكلام.
الحديث القدسي عن "الصوم" يشمل كل أشكاله من الامتناع عن المفطرات والمعاصي.
الفهم الصحيح أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب، بل يشمل أيضًا ضبط الجوارح عن المحرمات، وهذا ما تؤكده الأحاديث النبوية.
الخلاصة:
الصوم والصيام مترادفان لغويًا ويعنيان الامتناع، لكن السياق يحدد معناه.
في القرآن، استخدم "الصيام" لفريضة رمضان، بينما ورد "الصوم" في الامتناع عن الكلام كما في قصة مريم.
الحديث القدسي عن "الصوم" يشمل جميع أنواعه.
لا يوجد فرق شرعي قاطع بينهما، بل يشمل الصيام ضبط الجوارح عن المحرمات، وليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب.
أيامكم مباركة، وصوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً.

من صفحة المرابط لخديم