الثلاثاء
2024/12/3
آخر تحديث
الثلاثاء 3 دجمبر 2024

الملعب الأولمبي بانواكشوط: قصص وعبر!!

23 نوفمبر 2024 الساعة 20 و22 دقيقة
الملعب الأولمبي بانواكشوط: قصص وعبر!!
لمرابط ولد لخديم
طباعة

الملعب الأولمبي بنواكشوط ليس مجرد ساحة رياضية؛ بل هو مرآة تعكس حياة المجتمع وتفاعلاته اليومية.
وبمنظور فلسفي واجتماعي يتجاوز ظاهر الأشياء. الى جوهرها ليس مجرد مكان للتجمع أو ممارسة الرياضة، بل هو أشبه بمسرح مفتوح يقدم دروسًا مستمرة عن تقلبات الحياة ومآلات البشر.
إنه مكان يجتمع فيه الناس على اختلاف مواقعهم الاجتماعية، ليبحثوا عن صحة البدن أو ربما عن لحظات لقاء عابرة بمسؤول أو شخصية معروفة. لكنه أيضًا شاهد على الزمن وتقلباته.
كم يحمل هذا المكان من قصص تُروى، ومن عبر ودروس للحياة. في شبابه، قد يكون المسؤول أو صاحب السلطة محط الأنظار، تحيط به الجموع وتُفتح أمامه الأبواب.
ولكن عندما تنقلب صفحات الزمن، وينطفئ وهج المناصب بفعل التقاعد أو الظروف، يصبح المشهد مختلفًا تمامًا.
نفس الأشخاص الذين كانوا محور الاهتمام يجدون أنفسهم في عزلة، وقد يواجهون جفاء ممن كانوا يسعون للتقرب منهم بالأمس.
هذا التناقض يذكرنا بطبيعة الحياة العابرة، وكيف أن السلطة والجاه والمكانة ليست سوى أدوار مؤقتة في مسرح الحياة.
العاقل من يدرك أن القيمة الحقيقية ليست في المنصب أو الشهرة، بل في الأثر الطيب الذي يتركه الإنسان خلفه، وفي العلاقات الصادقة التي لا تُبنى على المصالح.
مشهد الملعب الأولمبي بما فيه من وجوه وأحداث يختزل لنا دورة الحياة: ميلاد، شباب، كفاح، ثم انطفاء.
إنه دعوة للتأمل، ومناسبة لتقدير اللحظات البسيطة التي تجمعنا بالآخرين بعيدًا عن هوس المظاهر والمناصب. فالحياة ليست سوى قصة تُسجل الآن لنشاهدها لاحقًا، والأذكياء هم من يكتبونها بحكمة ليتركوا أثرًا لا يزول مع مرور الزمن.
كل عاقل يدرك أن في هذه المشاهد عِبرًا للحياة أن نعيش ببساطة، ونترك أثرًا طيبًا يبقى بعدنا، لأن الألقاب والمناصب زائلة، ولا يبقى إلا العمل الصالح والسمعة الحسنة.
الوجوه التي كانت في يومٍ من الأيام محط الأنظار ومصدر السعي للتقرب، تتحول مع مرور الزمن إلى وجوه منسية تتوارى خلف أضواء الحياة الجديدة.
هذه الصورة تقدم درسًا بليغًا عن زوال المناصب والاعتبارات الاجتماعية، وأن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في أخلاقه وعلاقاته الصادقة مع الناس.
فعلى كل واحد منا ان يفكر من موقعه في هذه الدائرة الحياتية.
فالذكي حقًا هو من يستغل وقته ومكانته ليزرع خيرًا يدوم أثره حتى بعد أن يطوى ذكره، ويترك بصمة إيجابية في نفوس الآخرين.
الخلاصة:
الملعب الأولمبي في نواكشوط ليس مجرد مكان لممارسة الرياضة، بل هو منصة للحياة بكل ما تحمله من تقلبات وصراعات. بين القوة والضعف، الشهرة والنسيان.
مشاهد الأشخاص الذين كانوا بالأمس في مناصب عالية، والذين أصبحوا اليوم منسيين، تذكرنا بزوال الدنيا وحقيقة أن دوام الحال من المحال.
العبرة لا تتعلق بالمظاهر الزائلة: المنصب أو الشهرة، بل في القيم التي نزرعها والأثر الطيب الذي نبقيه.
إنه دعوة لكل إنسان أن يعيش بتواضع، ويتذكر أن الزمن لا يترك أحدًا في مكانه، وأن ما يبقى حقًا هو الخير الذي نزرعه في قلوب الآخرين.

لمرابط ولد لخديم