نُطالب بإجراء خبرة مستقلة
لقد كنتُ من الذين تابعوا أولا بأول مسار الملف الذي فتحته منظمة الشفافية الشاملة من خلال تقرير نشرته على صفحتها على الفيسبوك، وعلق عليه فيما بعد رئيسها محمد غدة، وقد تحدث هذا التقرير عن فساد كبير اتهمت به المنظمة تجمع شركات يضم شركة BIS-TP المملوكة لرئيس أرباب العمل الموريتانيين السيد زين العابدين ولد الشيخ أحمد.
تابعت تقرير المنظمة وما صاحبه من ردود أفعال، كما حضرتُ أيضا لمؤتمر صحفي نظمته الشركة، وقد عرضت الشركة في مؤتمرها الصحفي أن تنظم رحلة ميدانية للمهتمين بالملف للاطلاع بشكل ميداني على العمل الذي قامت به بخصوص المشروع المذكور، وقد وافقتُ مبدئيا للانضمام لهذه الرحلة بشرط واحد، وهو أن تسمح لنا الشركة بتحديد مسار الرحلة ومدتها، وبدعوة من نعتقد بأنه قد يكون مفيدا لنا في جمع المعلومات الميدانية الضرورية.
لم تنظم الشركة الرحلة التي تعهدت بها، وحدث بعد ذلك ما حدث، فسُجن رئيس منظمة الشفافية الشاملة لفترة، وأطلق سراحه فيما بعد، وذلك بعد أن حكمت المحكمة بحكم تمهيدي بإجراء خبرة فنية، وعَيَّن رئيس الغرفة الجزائية خبيرين معتمدين ومنحهم شهرا كاملا، وكلفهم بإجراء معاينة بحضور الطرفين، وإجراء مقارنة بين المتعاقد عليه والمنجز فعلا، ودراسة الكلفة التقديرية لأجزاء المشروع ومقارنتها بكلفة ما تم إنجازه فعلا.
بعد ذلك طعنت النيابة في الحكم لدى الغرفة الجزائية بمحكمة الاستئناف فَرُفِض الطعن، ثم قام بعد ذلك المدعي العام بالطعن في الحكم من جديد أمام المحكمة العليا.
إن محاولة عرقلة إجراء خبرة فنية مستقلة يثير الكثير من الشكوك، والرأي العام المتابع لهذا الملف بحاجة اليوم إلى نتائج خبرة مستقلة تمكنه من معرفة الحقيقة، فإن كان الأمر يتعلق بافتراء ارتكبته منظمة الشفافية ورئيسها ضد شركة BIS-TP، كان من واجبنا جميعا أن نقف بقوة مع الشركة حتى تأخذ حقها كاملا حماية لسمعتها، وإن كان الأمر يتعلق بفساد حقيقي ارتكبته الشركة، طالبنا بمحاسبتها، واستعادة أموال الشعب الموريتاني التي نهبتها.
بكلمة واحدة، لابد من إجراء خبرة مستقلة، ولن نقبل بغير ذلك، فالخبرة المستقلة هي وحدها التي ستساعدنا في معرفة حقيقة هذا الملف.
ونحن بصفتنا متابعين ومهتمين بمحاربة الفساد، لن نقبل بتعطيل إجراء خبرة مستقلة، فإجراء هذه الخبرة هو الذي سيكشف حقيقة ما جرى، وهل الأمر يتعلق بافتراء للإساءة إلى سمعة الشركة، أم بفساد ارتكبته الشركة؟
الصورة على هامش المؤتمر الصحفي للشركة، ومن المصادفات أنه تجمعني علاقات صداقة مع الطرفين، وهي علاقات لن تؤثر على موقفي من هذا الملف، فأنا أريد الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، والحقيقة في هذا الملف طريقها واحد: إجراء خبرة فنية مستقلة.
#نريد_خبرة
من صفحة محمد الأمين الفاظل