مشكلة الرئيس غزواني وحكومته في الإنجاز في صمت في عصر يوصف بأنه عصر الإعلام
ليست مشكلة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وحكومته في قلة الإنجاز، بل في الإنجاز في صمت في عصر يوصف بأنه عصر الإعلام..
لقد قام ببناء المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، والطرق وهو أول من بنى الجسور (جسر روصو العابر لنهر السينغال وجسور انواكشوط الثلاثة).. وأطلق الثورة الزراعية الجارية التي ننتظر أن تؤتي أكلها قريبا...
وعمل فخامة الرئيس مع كل ذلك على أن تكون الأولوية في المأمورية الحالية للجانب الاجتماعي فصرفت التآزر أكثر من 200 مليار على هذا الجانب، والتآزر وحدها لا يختلف اثنان في أنها إنجاز غير مسبوق، كما صرفت مفوضية الأمن الغذائي والشؤون الاجتماعية على الجانب الاجتماعي مبالغ مماثلة، وزيدت الرواتب وضوعفت المعاشات، والأهم من كل هذا أنه وضعت أسس لإصلاح الإدارة والتعليم والصحة وإعادة تأسيس الدولة ونظمها وتسييرها بعيدا عن المزاجية التي كانت تحكم الشأن العام، وذلك في مأمورية طغت عليها جائحة كورونا والتأثيرات الدولية لحرب أوكرانيا والأوضاع الدولية غير المواتية..
على فخامة الرئيس وحكومته أن ينشروا حصيلة شاملة لهذه المأمورية ليرى الرأي العام كيف أن المشكلة لم تكن أبدا في الإنجاز بل في الإعلام، ولو ذكّروا في مقدمتها بالوضعية التي استلم فيها فخامة رئيس الجمهورية السلطة في أغسطس 2019 لكان ذلك مفيدا، حيث كانت الخزينة العامة حينها فارغة، واحتياطات العملة الصعبة لا تغطي أكثر من 3 أشهر، والمديونية الخارجية تناهز 5 مليارات دولار وخدمتها السنوية تقارب مائة في المائة من الناتج الداخلي الخام..
كما يمكن لكل قطاع من قطاعات الدولة أن ينشر للرأي العام ما أنجزه خلال هذه المأمورية حتى يتضح للكل أن الإنجاز لم يكن هو ما ينقص، ومنه إنجازات وإصلاحات كبرى تتعلق بالقوانين والأنظمة والسلوك الإداري تحتاج إلى وقت لتظهر نتيجتها، كما ظهر فيما تحقق حتى الآن من جهود رقمنة الخدمات الحكومية التي توجت ببرنامج وزارة الداخلية الرائد"هويتي"...
يجب أن تتضح للجميع حقيقة المأمورية الأولى وإنجازاتها الكثيرة، وكون تعهد فخامة الرئيس بجعلها مأمورية اجتماعية قد تحقق بأفضل السبل والتآزر دليل ناصع على ذلك، كي يفهم الشباب معنى قوله إن الأولوية في المأمورية المقبلة ستكون للشباب.. أي أن الشباب سيجد فيها ذاته، وسينال فيها ما يحل له كل المعضلات التي تواجهه وفي مقدمتها معضلات عقود متراكمة من الهجرة والبطالة وعدم الإشراك السياسي والاقتصادي في برامج الدولة وخططها الإنمائية.
من صفحة الحسين بن محنض