الجمعة
2024/05/17
آخر تحديث
الجمعة 17 مايو 2024

لماذا يترشح غزواني لمأمورية ثانية؟

5 مايو 2024 الساعة 09 و33 دقيقة
لماذا يترشح غزواني لمأمورية ثانية؟
طباعة

ألا تكفي خمس سنوات بالنسبة لبعضهم حيث نعيش على أنغام عديدة من النقد والانتقاد !ماذا تحقق وماذا لم يتحقق !
إنها الحملة…كل ذلك يطرح في ضوء أحكام مسبقة، ليس للواقع أي حظ أو نصيب خلال تناولها .في كل شيء في هذه الحياة يوجد الشيء وضده أو مقابله، وهكذا يتعين دائما الانطلاق من سؤال :أين كنا ؟وأين صرنا ؟ وكيف ؟ وهكذا يكون السؤال أوضح حول من أين يأتي تقييم غزواني في هذه الحملة، ومن أي مرجعية ؟ ففي في كتابه "نظام التفاهة" يقول الفيلسوف الأمريكي "آلان دونو": وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة".
" إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام". لا يعني الأمر أن ذلك ينطبق على كل من يأتي بتقييم معارض أو حالك، لكنه ينطبق على آلية صنع الصورة. إن أكثر من ثلث الشعب ينقسم على عدة مدونين لا يملكون في الأساس أي خصائص ولا ميزات أساسية تتعلق بالموضوعية، وتحركهم أياد، وفاعلين تحركهم النوازع. إنهم يرون أنفسهم بشكل مختلف عندما يجلسون أمام عدسة الهاتف …لقد تمت بجهود حثيثة بناء صورة أخرى لغزواني تغالب الواقع - للأسف- عبر تلك العدسات التي تقوم بترميز التافهين.. إن الجماهير لا تميز الحقيقة، ولا تملك الوقت والوسائل لتبينها. إنها صناعة جديدة للرأي ، وقد تمت برمجة هذا التأثير على ذلك النحو.ًومع ذلك فإن أغلب أبطال المشهد الوطني المرموقين من سياسيين واقتصاديين واعلاميين، خلال الثلاثين عاما المنصرمة، من أصحاب الخبرة والتجربة والمهنية، يطرحون الأمر بشكل مختلف تماما انطلاقا من أين وكيف صرنا؟ وبأي أدوات؟ وهكذا نشاهد المعارضين الألداء لأحكام الفساد والشخصيات العلمية تقف مع عثاكل البشر في انسجام حول تقييم مختلف لشخص الرئيس غزواني، فلماذا أو ما هو مؤدى ذلك البون ؟.
من أجل وضع الأمور في نصابها وعلى سبيل المثال، يجب التذكير بأن المعارضين المرموقين للأحكام الأكثر قوة وقسوة قد اشتهروا بالوفاء للمبادىء، فهل كفر هؤلاء بالوطن أم بالمبادئ اليوم عندما يدعمون غزواني ؟ فأي شيء ولّد هذا الانسجام؟. هناك أشياء أهم بالنسبة للرشداء، تفوق أهميتها المطالب الفورية ، وهي المتعلقة باستقرار البلد ونفاذية القرارات، فكونه رئيسا لم يغير ذلك من نظرته لشخصه وللآخرين، ولم يتأثر بالشحن، فهذا يعني أنه لا يرى أنه الوحيد الذي يمتلك الحق أو الصواب وأنه بحاجة للجميع. لقد انعكس ذلك على منطق الدولة نحو التهدئة والأمان والسكينة، وكونه من المؤسسة العسكرية فلم يمنعه ذلك من تفكيك الالغولكارية العسكرية وأحال الجميع للتقاعد خاصة الذين شاركوا في بناء النظام ثم إنه لم يرد مغالطة الشعب بتزوير الأرقام ولا المعطيات وفرض سرديات النجاح عبر الاعلام، وكان أول رئيس انتقد حكوماته في العلن ومرات عدة، وأوعز لوزيره الأول بعدم التغطية أو تعمية الحقائق حول مواطن القصور والتهاون .
إنها صورة للصدق وموت الأنا وهضم الذات والاستعداد الدائم لبذل كل ما في الوسعِ والطاقة للبلد هذا هو شخص غزواني وهكذا أيضا يحتفظ له كل من حاوره بهذه الميزات ..إن الأمور الأخرى مرتبطة بحسن اختيار المعاونين ودرجة تساوقهم وتفاهمهم وتواشجهم مع تفكير والتزام الرئيس وأيضا بنقطة البداية ونقطة النهاية . إنها محاكمة واردة، لكن أصحابها، رغم قساوة الأحكام، لم يأخذوا في الحسبان مرافعة غزواني حسب الأعمال،
فقد كان يعطي للفقراء معدل 1,15مليار أوقية أسبوعيا من خلال تآزر، لكن هل كانت الآلية ناجعة لمحو مظاهر العوز عن الجميع خلال خمس سنوات وذلك يعتمد على المنفذين !
كما حافظ على موارد البلد، فلم يعط أي رخصة لبنك أو لصيد الأعماق أو شركة اتصال أو للمعادن التي كانت تمنح لأهداف سياسية باستثناء رخصة لدولة صديقة . لقد تم وقف نزيف النهب للثروة السمكية، وتم استرجاع مئات رخص المعادن المكدسة لدى أسر قبيليةبعينها وذلك بالقانون . وهكذا عثر عشرات آلاف المنقبين عن ضالتهم التي كانت محتكرة على الجنرالات في تفرغ زينه أو التمايَ وفي الشگات من خلال فتح وتنظيم وتحسين ظروف وشروط التنقيب .
لا يعطي ابطال الفضاء الاعلامي اليوم قيمة للأمور العميقة في كنهها، ولا يريدون فهم قيمتها ما لم تكن جاهزة للطبخ أو على الرصيف في شكل شمعة ،فبناء جسور التسامح والتعالي عن الصغائر هي أحسن صفة لرئيس كامل السلطة والشرعية فقد أشاح عن المعارضة من رعونة التقييم "عدوة للشعب والدولة" إلى مجرد مقاربة سياسية يحصل أصحابها على الوظائف والصفقات وتحظى باللقاء الدائم مع الرئيس لأجل التشاور وقد تم بناء النسيج الاجتماعي لضمان شمولية الرؤية والاستقرار وضمان الأمان الشخصي وحيث إن الجميع أزال الكابوس من على رأسه. إننا اليوم نشاهد تزكية أربعة منافسين للرئاسة من طرف الأغلبية، وكان بالامكان القول إنه ليس من الوارد، من حيث المنافسة، تزكية الفرقاء أو المنافسين المعارضين
هل كان ذلك بديهيا بعدما كنا نعيش من قهر إلى قهر !
كانت الدولة قد وضعت كلكلها على الأرض كمقدمة للبروك. لم يبق أي قطاع إلا وخالطه النهب، وكان النمط المؤسسي للدولة وقطاع المصادر البشرية هما الأكثر تأثرا وانحطاطا خلال تلك الحقب. إنه فساد في العمق …..
يتواصل

الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار