قمة تشاورية ثلاثية بحضور تونس والجزائر وليبيا وغياب موريتانيا والمغرب يثير الجدل
إعداد محمد شريف سالم
استضافت العاصمة التونسية الإثنين الماضي اجتماع تشاوري ثلاثي بقيادة كل من الرئيس التونسي قيس سعيد، والجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.
وقد أثار غياب موريتانيا والمغرب عن هذا الاجتماع تساؤلات كثيرة حول أسباب الغياب، وكذلك الهدف الخفي للاجتماع.
وقال المختص في العلاقات الدولية رشيد حشانة، في تصريح لـ "سبوتنيك"، إن استبعاد المغرب يمكن تفسيره باختلاف الطريق الذي سلكته الجزائر والتي اختارت دعم المقاومة الفلسطينية والقضايا العربية عموما عن الطريق الذي سلكه مؤخرا المغرب والذي اختار أن يكون في طريق أبراهام (قادته الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب) وما ترتب عنه من عمليات تطبيع مع إسرائيل.
وأوضح: "قد يكون التحفظ الجزائري على هذا النهج هو الذي جعل الجزائر، وهي صاحبة الكلمة الوازنة في هذا الاجتماع، تعمل على استبعاد المغرب ولكن ما لا يُفهم أبدا ولا يمكن أن نجد له تفسيرا هو غياب موريتانيا عن هذه القمة، وأعتقد أنه ليس تغييبا بل اختيارا من الحكومة الموريتانية بأن لا تشارك فيها رغم توجيه الدعوة إليها".
بدوره، يرى الخبير في الشأن الليبي غازي معلا أن هذه القمة الثلاثية تؤشر لغلق قوس اتحاد المغرب العربي الخماسي والتوجه نحو اتحاد مغاربي ثلاثي مبني على المشترك بين الدول الثلاث.
وفي ظل غياب موريتانيا والمغرب، استبعد الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي للجزيرة نت، أن يكون اجتماع القمة الثلاثية مقدمة لتأسيس كيان مغاربي جديد على أنقاض اتحاد المغرب العربي المعطل منذ 1994.
وتضمن إعلان القمة الثلاثية نقاط تعاون وشراكة عدة على المستوى الأمني، مثل تكوين فرق عمل مشتركة لتنسيق الجهود لحماية أمن الحدود المتلاصقة بين البلدان الثلاثة من مخاطر الهجرة غير النظامية، خاصة من دول جنوب الصحراء وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة.