رسالة مفتوحة
رسالة مفتوحة
فخامة رييس الجمهورية
الأخ العزيز محمد ولد الشيخ الغزواني .
أعتقد أنكم تؤمنون بوطنيتي وبدعمي العفوي والواعي لتوجهاتكم العامة والاستراتيجية ، ولاستقرار ولايتكم .
أسطر هذه الكلمات وانا مقتنع بثبات موقفكم فيما يتعلق بآرائنا ونصائحنا ، اعتبارا للسنوات الاربع من الخبرة التي اكتسبناها ، ونحن نتابع وندعم مسيرتكم الواعدة .
فعلا لن نكون محايدين او غير مبالين بالقضايا أو المواقف الوطنية ذات الأهمية الاستراتيجية للبلاد ، وكذا المصالح السياسية والأخلاقية بالنسبة لكم ! .
كما أننا لا نرى أن هناك أي عائق من شأنه أن يزعزع ثقتكم الثابتة في صدقنا ، وما ينشره معهدنا ، كالملف الاخير المتعلق بالهجرة ، مثلا .
صاحب الفخامة ، أخي العزيز
استمعت منذ لحظات إلى تسجيل صوتي من 12:25 دقيقة ، يتحدث فيه القائل - وهو موريتاني- عن توصيات من البرلمان الأوروبي (في تسع صفحات) ، أصدرها لمفاوضيه مع موريتانيا ، في موضوع " العقود المتعلقة بالهجرة " .
ووردت في هذه الصفحات التسع - حسب الراوي -
( وهو رجل جدي فيما يبدو ) تفاصيل عن الالتزامات التي يجب أن تتحملها الدولة الموريتانية أمام الاتحاد الأوروبي ، لصالح المهاجرين ! .
سيدي الرئيس،
أخي العزيز،
أعترف أني اصابني الذعر مما سمعت !. انه شعور بالخوف ، نادراً ما أشعر به .
نعم ، أصابني ذعر ، إذ أشك أنه قد يكون فخًا ، وليس عقدًا عاديًا .
أنه خطر جدي ؛ إذ سيزج بنا في ديناميكية سلبية وعملية ، من شأنها أن تجعلنا نفقد السيادة على قراراتنا، دون أن نكون قادرين على المقاومة، قانونيا.
يعني نقيد سيادتنا في البداية ، بكذا بنود ؛ ثم بأسباب "حقوق" جنيف الوهمية ؛ ثم الضغوط الخانقة ... واخيرا ، العقوبات !
أخي العزيز
نحن - بتوقيع هذا العقد قبل الانتخابات - نخاطر باتخاذ خطوة مصيرية ، لا رجعة فيها ! .
نعم نجازف برؤية بلدنا يتورط - ببراءة و من حيث لا ندري - في ديناميكية سلبية ، وفي عملية مجهولة العواقب ، و كما يقول مثلنا :
:<<الزركه الين تمرك ايد مولاها ما تل
مشيخ فيها>>
صاحب السعادة
اعتبارا لما سبق ، لا اتردد في أن أكرر عليكم سيدي الرئيس وبالحاح ، ( دون إشراك الأوروبيين كما جاء في رسالتي بالأمس) .
أكرر اقتراحي بتأجيل أي قرار يتعلق بهذا الموضوع إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية . الشيء الذي سيعطينا الوقت الكافي لإجراء دراسات معمقة ، نتبادل فيها الاراء ونتحاور ونتشاور ، في جو يسوده الحذر واليقظة .
مرفق الصوت المذكور أعلاه على Google Driver.
https://drive.google.com/file/d/13gGDQv9tcJVwrYTG8di3vTbeqavY8l5w/view?usp=drivesdk
**
محمد ولد محمد الحسن
رئيس المعهد الدولي للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
في 3 مارس 2024