الاتفاق بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي هو ما ينتظر أن تتمخض عنه المباحثات في المستقبل
الدعايات المغرضة التي تروج لاستعداد مزعوم للحكومة الموريتانية لتوطين المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا والتي صدقها البعض بدون روية مع الأسف لا صحة لها أبدا للأسباب التالية:
أولا: ما جرى بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي إطار عام للمباحثات وليس بروتوكول اتفاق، فالاتفاق هو ما ينتظر أن تتمخض عنه المباحثات في المستقبل.
ثانيا: هذه المباحثات لا تتعلق بتوطين الأفارقة المهاجرين في موريتانيا، ولا بجعل موريتانيا محطة استقبال لهم. المباحثات تتعلق برفع مستوى التعاون الموريتاني الأوروبي في هذا المجال حتى يكون على غرار ما يجري الآن على المستوى الثنائي بين موريتانيا وإسبانيا، حيث أثبت التعاون الثنائي الموريتاني الإسباني نجاعته في هذه المسألة.
ثالثا: كل ما في الأمر أن موريتانيا تقوم بجهودها الخاصة بمكافحة الهجرة السرية بمفردها أو في إطار ثنائي مع إسبانيا، ومن الإنصاف أن يساهم الاتحاد الأوروبي لرفع ضغط التكلفة عن كل من موريتانيا وإسبانيا في هذا المجال، فما ينتظر أن يتفق عليه بين الطرفين ليس خارجا عما كان معمولا به في السابق، وإنما هو رفع لقيمة موريتانيا ومردودية الموضوع عليها بفضل الديبلوماسية الحصيفة لفخامة الرئيس وحكومته التي تظهر يوما بعد يوم على مختلف الأصعدة.
رابعا: مما يميز فخامة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني صرامته اتجاه المصالح الموريتانية وعدم مساومته عليها، وقد ظهر ذلك جليا في علاقاته بالدول المجاورة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وكتلة العالم الإسلامي وفرنسا وروسيا وغيرها، من خلال تبنيه لتوجه ديبلوماسي يجعل المصلحة الموريتانية فوق كل اعتبار.
خامسا: كل ما يجري في هذا الملف يجري علنا أمام مرأى ومسمع من الإعلام والمواطنين، وتواكبه بيانات صحفية من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا وموريتانيا، وليس أمرا يدار في الخفاء أو تحت الطاولة، ففخامة الرئيس ليس من ذلك النوع، وعلنية هذا الملف إنما تبين صدق وصراحة الحكومة الموريتانية اتجاه المواطنين بخصوصه، فلا داعي للتشكيك في ذلك. حيث إنه الآن بين يدي وزارة الداخلية وقد قالت فيه كلمتها مبينة زيف هذه الدعايات فلنطمئن جميعا...
من صفحة الإعلامي الحسين بن محنض