على خطى غانا
عندما تم اكتشاف حقل اليوبيل للنفط في غانا سنة 2007، قال الرئيس حينا السيد جون كوفور أنه" مع النفط ستحلق غانا في السماء عاليا"، و بعد ذلك بأشهر حملت غانا لواء الريادة وأصبحت أول دولة في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تصدر سندات أوروبية بقيمة 750 مليون دولار بمعدل عائد يصل إلى 8.5% لكن إيرادات النفط كانت أقل من نصف ما توقعه البنك الدولي في الفترة ما بين 2011 2018 ، وكان أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الإيرادات هو ارتفاع تكاليف التطوير بالإضافة إلى أن عمليات تدقيق التكاليف التي أجرتها الحكومة جاءت في الوقت بدل الضائع وعانت من أوجه قصور الخبرة المطلوبة والشفافية.
فشلت غانا في إدارة التوقعات، مما ولد خيبة أمل كبيرة انعكست على الحياة السياسية والاجتماعية، كما فشلت في مراقبة التكاليف وتدقيقها في الوقت المناسب، مما سمح للشركات بتضخيم تكاليفها وتحويل الأرباح إلى الخارج، و الأدهى والأمر أن غانا فتحت شهية الاقتراض و زيادة الانفاق العمومي في ظل عدم اليقين بشأن حجم الإيرادات، مما جعلها ترزح تحت وطأة ضائقة ديون خطيرة، و توقفت عن السداد في ديسمبر 2022 بعد أن بلغت ديونها 34 مليار دولار .
الخلاصة وقعت غانا في كل أنواع المحرمات التي تتعلق بحسن التعامل مع مراحل استغلال النفط وعائداته المتذبذبة والمؤقتة، وفي اعتقادي في عالم اليوم و من بين دول إفريقيا جنوب الصحراء هناك من يخطو خطوات ثابتة على نفس الطريق الذي سلكته غانا.
من صفحة د.يربانا الحسين الخراشي