الأربعاء
2025/10/15
آخر تحديث
الأربعاء 15 أكتوبر 2025

الرئيس أحمد وحده مصدر الثقة!

منذ 3 ساعة
الرئيس أحمد وحده مصدر الثقة!
محمد اندح
طباعة

لا أخفي كمية الحزن التي انتابتني بعد هذه الخسارة؛ رغم إدراكي التام، بصفتي متابعاً رياضياً وليس مشجعاً فقط لمنتخب بلادي، أن الفوارق الفنية والتاريخية بين منتخبينا ترجح كفة السنغاليين كثيراً، لكنني كنت آمل فعلاً أن تكون نتيجة أخرى ومباراة أخرى من تلك الليالي العظيمة للمرابطين كالتي خضناها أمام أمم أخرى أكبر وأعظم رياضياً؛ ضد الجزائر وضد المغرب!
هي خسارة كما تخسر كل المنتخبات دون استثناء، فلا بحث عن عذر، وتبربر للخسارة ولا حديث عن شرفها؛ لأنها خسارة، كما يخسر أي منتخب، وانتهى الأمر!
***
بيد أنني أتعجب كل التعجب من من ينتظرون سقوط المنتخب في كل مرة، ليهاجموا فقط من بنى هذا المنتخب، ومن صنع قيمة وسمعة ومكانة لكرة القدم الموريتانية!
هذا الذي تهاجمونه هو الذي رفع سقف طموحاتكم إلى هذا المستوى الذي جعلكم تنتظرون الفوز على السنغال في دكار!
نحن يا قوم -وأخاطب هنا فقط أولئك الصادقين في نقدهم، لا الذين تحركهم مآرب أخرى- قادمون حرفياً من منطقة القاع، من المستوى صفر!
متى كنا ننافس أصلاً على التأهل لأي بطولة؟
من منكم سمع باسم موريتانيا قبل هذا ضمن المنتخبات التي تلعب -مجرد تلعب- في أيام الفيفا؟
من منكم تابع أي لاعب موريتاني قبل هذا في أي بطولة عالمية، أو شاهد موريتانيا -أو أحد أنديتها- تشارك في بطولة قارية أو دولية؟!
السنغال -أيها الإخوة- لعبت كأس العالم ووصلت لربع النهائي عام 2002، ونحن يومها لا نملك حتى مجرد منتخب يشارك في التصفيات!!!
السنغال تملك جالية من المغتربين من أبنائها في أوروبا، يقدرون بمئات الآلاف من الناس، ينشط أبناؤهم في أكاديميات وأندية أوروبية كبييرة، وبعضها وصل به الأمر حد الاستثمار في السنغال نفسها، وهي تتقدم كروياً بفضل جاليتها المغتربة، وليس بسبب سياسات ولا عمل اتحادها الكروي محلياً، والدليل بسبط؛ أين الأندية السنغالية في دوري أبطال أفريقيا؟ هل سمعتم بأحدها هناك؟!!
إنما يحصدون فقط غلة جالياتهم المنتشرة في أوروبا (لعلمكم فقط أيها السادة: القيمة السوقية للاعبي السنغال من المغتربين تناهز 200 مليون جنيه سترليني!!!).
بينما دخلت موريتانيا اللعبة لأول مرة بشكل جدي منذ سنوات قليلة، وفي هذه السنوات القليلة، استطعنا التأهل لكأس أفريقيا للأمم 3 مرات، ولبطولة أفريقيا للمحليين 4 مرات، وكل هذا في مجال زمني محدود جداً مقارنة بالحصاد والثمرة المتوقعة لأي مشروع كروي جاد!
والسنغال اليوم، رغم تفوقها على المنتخب بسبب أبنائها المغتربين، فهي تحت موريتانيا على سلم التأثير والحضور على مستوى صنع القرار الكروي عالمياً، وهذا الأخبر لا يستهان به، وليس مجرد إنجاز شخصي كما يحاول البعض تصويوه، بل هو إنجاز للبلد، وتقدم لمكانته وسمعته، وإلا لما كنتم قد رأيتم دولاً كبيرة تستثمر مليارات الدولار للحصول على مكانة على هذا المستوى..
بينما حصدتها موريتانيا، عن جدارة، فتربع أبناؤها في مواقع ريادية في مجالس ولجان الاتحاد الدولي والاتحاد الأفريقي والاتحاد العربي!
هذا نجاح دبلوماسي وسيادي للبلد، ولا يمكن أن يأتي من فراغ ولا يستساغ التقليل من قيمته!
لذلك، أنا أتعجب حقاً حين أرى السهام تُرمى نحو صانع كل هذا المجد والنجاح، صانع كل شيء من لا شيء حرفياً!!!
للصادقين -وهم كثيرون لله الحمد- أطمئنكم أن المشروع لم ولن ينتهي، هذه مجرد كبوة فارس واستراحة محارب، وستعود موريتانيا لتشارك بقوة أكبر وبحضور أفضل، إن شاء الله، لأن لدينا جيلاً شاباً بدأ العمل عليه منذ سنوات وسيؤتي ثماره قريباً!
وللذين يتمنون لموريتانيا أن تختفي، ولهذا المشروع أن ينتهي، لا تبتعدوا بأحلامكم كثيراً؛ لأن العمل الجاد سيئدها!!
دائماً معك، أيها الرئيس أحمد، واثقين تمام الثقة من قدرتك على الإنجاز وتكرار الإنجاز، وجدارتك بهذه الثقة، لما تملكه من إرادة وعزيمة ووطنية وإخلاص، وإصرار لا ينكسر على مواجهة كل التحديات لتحقيق النجاح!
سر ونحن خلفك، ماضيك يشفع لك، ويؤكد جدارتك بالريادة، وكفاءتك تطمئننا على المستقبل..
ولا عزاء لمن لا يثق فيك!

محمد اندح