السفير العشرون من سفراء موريتانيا لدى السنغال سيدي ولد ديدي

حلقتنا اليوم عن الوزير والنائب سيدي ولد ديدي الشخصية الإدارية والوطنية،
السفير العشرون ضمن سلسلة شبكة رياح الجنوب التي تنشرها عن سفراء موريتانيا لدى السنغال بقلم المدير الناشر محمدن ولد عبدالله
السفير العشرون: سيدي ولد ديدي
قضى السفير السيد سيدي ولد ديدي، عامين وتسعة أشهر على رأس السفارة في دكار، عمل خلالها على تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، من أبرزها:
تعزيز العلاقات مع الطرق الصوفية في السنغال.
تأسيس مصالح مشتركة بين هيئات المجتمع المدني في البلدين لتكون رافعة للعلاقات الثنائية.
التخطيط والبرمجة لأول زيارة رسمية للرئيس السنغالي ماكي صال إلى موريتانيا بعد انتخابه في فبراير 2012.
وقد نجح السفير سيدي في بلوغ هذه الأهداف، بل وتجاوزها، إذ لعب دورًا مهمًا في تهدئة الأجواء السياسية المشحونة في دكار خلال أواخر فترة حكم الرئيس عبد الله واد.
فبناءً على علاقته الشخصية الوثيقة بالرئيس واد، وبناءً على طلب من السفراء الأوروبيين، التمس منه السماح بتنظيم مهرجان للمعارضة. وقد استجاب الرئيس واد للطلب، مما أتاح تنظيم المهرجان وأسهم في إذابة الجليد في الساحة السياسية السنغالية آنذاك.
ومن أبرز الأحداث خلال فترة عمله في دكار مؤتمر "حوار دكار" الذي عُقد في مايو 2009 بين الفرقاء السياسيين الموريتانيين، وتمحورت النقاط الخلافية فيه حول تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقد بذل السفير سيدي جهودًا كبيرة في رعاية المؤتمر، ممثّلًا للدولة الموريتانية دون أن ينحاز لأي طرف، بينما نجح الرئيس السنغالي عبد الله واد، الذي قاد الوساطة الدولية، في تحقيق أكبر إنجاز دبلوماسي في مسيرته.
وبعد إحدى عشرة زيارة استطلاع ومفاوضات أجراها وزير الخارجية السنغالي بمشاركة وفود من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي إلى موريتانيا، انطلقت في العاصمة السنغالية مفاوضات ثلاثية بين:
فريق الأغلبية بقيادة سيد أحمد ولد الرايس،
وفريق الجبهة المناوئة للانقلاب بقيادة محمد ولد مولود،
وفريق التكتل بقيادة محمد عبد الرحمن ولد أمين.
جرى الحوار تحت رئاسة الرئيس عبد الله واد، وبحضور ممثلين عن لجنة الاتصال الدولية حول موريتانيا، التي ضمت ممثلين عن الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية، الاتحاد الإفريقي، ومنظمة الدول الفرانكفونية.
وفي ختام الحوار، تم توقيع اتفاق ينص على تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى 18 يوليو 2009، وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لتسيير شؤون البلاد حتى موعد الاقتراع.
وقد رافق السفير سيدي الرئيس واد في زيارته إلى موريتانيا عقب نجاح الحوار في دكار.
المسار المهني والإداري
يستند السفير سيدي ولد ديدي في مسيرته الدبلوماسية إلى خبرة إدارية واقتصادية عميقة،
وقد درس في عدد من الجامعات العالمية؛ حيث بدأ دراساته العليا في المغرب، بجامعة محمد الخامس بين عامي 1976 و1979، ثم واصل تعليمه في جامعة السوربون بفرنسا خلال الفترة 1979–1980، حيث حصل على المتريز في الاقتصاد الدولي.
وبعد ذلك، التحق بـ المدرسة العليا للعلوم السياسية في باريس، المعروفة عالميًا باسم Sciences Po Paris، وتخصص في شعبة الاقتصاد والمالية ما بين عامي 1980 و1983.
وقدخدم الدولة الموريتانية لعقود، متنقّلًا بين مؤسساتها المالية والإدارية:
1984 – 1997: عمل في البنك المركزي الموريتاني، متنقلًا من إطار إلى مستشار لمحافظ البنك.
1997 – 2002: مديرًا عامًا للميزانية.
2002 – 2004: مستشارًا عامًا لمحافظ البنك المركزي.
2004: عُيّن وزيرًا للشؤون الاقتصادية والتنمية في حكومة الرئيس معاوية ولد الطايع، حتى انقلاب أغسطس 2005.
2005 – 2009: مستشارًا بالبنك المركزي ورئيس الفريق المكلف بـ الخطة العشرية الأولى للبنك المركزي.
فاتح يناير 2009 – سبتمبر 2012: سفيرًا لموريتانيا في دكار.
2012 – 2013: سفيرًا لموريتانيا لدى دولة الكويت لمدة عام.
2013 – 2018: نائبًا عن مقاطعة تجكجه في البرلمان الموريتاني ورئيسا للجنة المالية في البرلمان.
حاليًا، يمارس السفير سيدي ولد ديدي أعماله الحرة، بعد أن قدّم خدمة جليلة للدولة الموريتانية امتدت لعقود من الزمن في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية والإدارة.
محمدن ولد عبدالله
المدير الناشر لشبكة رياح الجنوب