الاثنين
2025/09/15
آخر تحديث
الاثنين 15 سبتمبر 2025

نجاح القمة الخفية وفشل القمة العلنية

منذ 19 دقيقة
نجاح القمة الخفية وفشل القمة العلنية
طباعة

قلت لكم البارحة في تدوينة رأي: إن قمة خفية في حالة انعقاد وستحدد مصير القمة العلنية اليوم.
وأقول لكم اليوم بعد بيان قمة الدوحة العلنية: إن القمة الخفية هي التي نجحت للأسف على حساب القمة العلنية التي لم ترق إلى إلى مستوى التحديات.
لا أستبعد أن ثمة مؤشرات على أن الأمور قابلة للتدحرج مستقبلا بالنسبة لبعض الدول، مثل ماليزيا وإيران، وتركيا ومصر.. حسب ردات الفعل الإسرائيلية على تلك الدول ثنائيا لا حسب مخرجات القمة العلنية.
لكن القمة العلنية فشلت في اقتناص اللحظة التاريخية لردع إسرائيل: فهي لم تقطع خطوة نوعية واحدة في أي اتجاه مؤثر على الاحتلال ولجم غروره المطلق:
 غزة تحت القصف والتجويع، ومهددة بالاحتلال السريع والتدمير الشامل أكثر مما كانت قبل القمة العلنية..
 قطر، ومن ورائها دول الخليج أصبحت تحت تهديد أكبر وابتزاز أوسع، وغطرسة أشد.. فلا أمان لأية عاصمة من قنابل التن.. ياهو واترامب. خاصة من يؤوي قادة ح..م.اس. أو من تشتبه إسرائيل في عدم ولائه لها من أفراد أو جماعات.
 مصر تواجه الاستفراد والابتزاز بالضغوط المالية، ومالم تقم دول الخليج بمنحها ربع ما منحت لترامب كي يحميها، ولم يحمها ولم يتركها تحمي نفسها؛
 لم تشعر إسر..ئيل إلا بالطمئنان، فلا حديث عن عقوبات ولا عن مراجعة العلاقات.. ولا أي نوع من المس بمصالحها أو أطماعها التوسعية.
 مصر المشغولة بمشاكلها الاقتصادية وبالضغوط السياسية الهائلة لم تنل ما يخرجها من ورطتها الاقتصادية والسياسية.
و الحال أن مصر تشكل الدرع العربي الحقيقي والطبيعي وللشرق الأوسط، وتوازنها هو الذي يضمن توازن الخليج وغيره من التكتلات العربية. ومالم تستنقذ مصر من ديونها ومشاكلها التنموية والتصنيعية فلن يكون أمان في أي بلد عربي من المحيط إلى الخليج، لا من طيش الكيان ولا من غيره..
هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها أغنياء العرب وفقراؤهم، ويجب أن يدركها المصريون قبل الجميع.
وفي المحصلة فإنه، بناء على النتائج الأولية المعلنة لقمة الدوحة، فالواضح أن القمة الخفية التي تحدثت أمس عن مخرجاتها هي التي نجحت مائة بالمائة في تحقيق أهدافها كاملة للأسف؛ أماالقمة العلنية فقد نجحت في التنديد بالضربة نجاحا إعلاميا باهرا وفي بعث جميع الرسائل الخاطئة للعدو، و فشلت في كل ما سوى ذلك فشلا ذريعا. وهذا ما كنا نخشاه.
فلتنامي أيتها الشعوب العربية والإسلامية على مضض إلى حين، وليس لديك إلا أن تحلمي بعودة الرجال من غيبتهم أو زوال الغيبوبة عن نخبهم الحالية، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
ملاحظة: رجاء أعيدوا قراءة بيان القمة الخفية أمس.

من صفحة الدكتور محمد ولد احظانا