الأربعاء
2025/09/10
آخر تحديث
الأربعاء 10 سبتمبر 2025

حروب نهاية القرن كلها بحجة المشاكل الداخلية.. فهل الدور علينا بواسطة بيرام؟

3 سبتمبر 2025 الساعة 07 و34 دقيقة
حروب نهاية القرن كلها بحجة المشاكل الداخلية.. فهل الدور (…)
طباعة

حروب نهاية القرن العشرين أو تدمير الدول التي تقوم بها القوى الأجنبية أو تشارك فيها، كلها كانت بسبب شعارات تُحمل من المعارضة الداخلية على الدبابات الغربية حتى قبل الربيع العربي في امريكا للاتينية في تشيلي الايريگواي ، وفي العراق بعد ذلك ، كان كل "الحريق العربي" بمبررات دعم الانفتاح والديمقراطية في البلدان العربية بسواعد الأجانب والخراب الأهلي ، فقليلة هي الحروب التي تمت لأهداف استراتيجية مثل حرب روسيا وأوكرانيا في نهاية القرن.. فهل يتم تحضيرنا للدور أم ماذا ؟
افلام الحركة المتطرفة التي حملت مظلمة ضعيفة الشرعية إلى معدومة نتيجة أنها تتحدث عن حلم طوباوي :بناء دولة لأقلية قومية وقد استخدمها البعض ضدنا كوسيلة لزعزعة البلد في موجة ما قبل الربيع العربي لكنها لم تتمكن من ذلك ومن ذلك الفشل بدأ البلد يشعر بالاستقرار السياسي والاجتماعي إلى أن بدأت تظهر مظلومية جديدة انشطارية باسم لحراطين "جزء من مكونة ممزوجة بالبيظان ليس لها جذور ولا تاريخ ولا لغة خارجها " عقب القضاء على العبودية في القوانين الموريتانية ، والحقيقة أن المعضلة المطروحة هي ضمن رهان دولة البرامج :محاربة الفقر ،والولوج للخدمات العمومية من تعليم وصحة وفي المساواة وتكافؤ الفرص في الوظائف وهي ضمن المجال السياسي والقانوني والمفتوح على مصراعيه للسياسيين والذي يتفق الجميع في البلد عليه وعلى ضرورة ترقيته ودعمه ورفع سقف مطالبه ،مع أن الدولة الفقيرة لم يمض أكثر من 64 سنة على استقلالها لكي تقضي على جميع الفوارق وتسوي جميع الاختلالات ،لكن هل هذا هو تفكير بيرام الزعيم الجديد لهذه المظلمة وهل يقاسمنا هذا الطرح من يريد من الأجانب الحفاظ على ورقة ضغط لزعزعة أو افشال دولتنا من اجل الحفاظ مصالحه! .

على نفسها جنت براقش

في البداية انسجم المجتمع كله حول أهداف ترقية المجتمع ورفع المظالم وتم دعم قضية العبودية قبل أن تتحول بعد حسمها نهائياً حسب تصريح الزعيم الروحي للنضال "مسعود ولد بلخير الوطني " ضدها عن كسب رهان القضاء على العبودية في البلد قانونيا ، إلى قضية شرائحية ،لكن الضغط الشعبي جعل الدولة تعترف بها ضمن المشاكل العميقة والتي تعالج علاجين ضمني من خلال رفع مستوى التمثيل في المراكز العليا في الدولة والواجهة السياسية واتاحة بعض الفرص الاقتصادية وفتح المجال للولوج لمجال الأعمال، وعلني بواسطة مجموعة عريضة من الخطط في مجال فك العزلة والتركيز على مناطق معينة في التعليم والصحة والدعم الاجتماعي ،كما تم تقديم الدعم القانوني للمنظمات التي تنشط في المجال ،وقد استفاد بيرام على نحو خاص على جميع الأصعدة من هذه الوضعية لأجل خلق زعيم وطني من شريحة لحراطين بعد تقاعد القادة القدماء كل ذلك دعما للتوازن وتمت مساعدته ثلاث مرات دون أن يملك أي وسيلة للترشح للرئاسيات ودعمه بالإمكانيات المادية وتم منحه ومنظمته الأهلية لمقاضاة الناس وامتيازات كبيرة من الدولة كانت وسيلة حقيقية لصناعة زعيم لكنه يملك خلفية مختلفة تماما عن المقاربة الوطنية .

من الزعامة إلى التجارة !

تحول هذا المشكل إلى وسيلة للارتزاق السياسي وفي مجتمع مثل مجتمعنا ينحو لخيار السهولة صار هذا النمط هو الطريق السهل لكل صعود سياسي وبذلك أصبح مركز اصطفاف وموجة تأجيج صارمة ضد اللحمة الوطنية وضد السلم وصار بذلك هو الوسيلة الوحيدة لدخول الأجانب إلى الرهانات الوطنية إنه اليوم المطية الوحيدة للتدخل الأجنبي في بلدنا مثل الوسائل الأخرى التي دخلوا بها البلدان الأخرى وقد تربع بيرام على عرشها ضد المقاربة الوطنية فهل يعي ذلك حقا ؟وهل الدولة على وعي به أيضا؟

هل بيرام زعبم وطني أو زعيم حرب ؟

بيرام في موريتانيا يختلف عن بيرام في الخارج فأيهم النسخة الحقيقية !
عندما يكون بيرام في البلد ويتجول بين الناس يبحث عن الاعتراف بالوطنية وعن الضيافة المميزة ويلتقي بالناس ويجلس معها يكون شخصا مسالما ودودا من بني جلدتنا يضحك بين الناس ويوزع التصريحات التي يراعي فيها علاقته بهم، ويتحدث عن القضايا الوطنية بطريقة سياسية ولو في معارضته المتطرفة ، لكنه عندما يسافر للخارج يكون شخصا غريبا تتغير قسمات وجهه وأريحيته وينتقل إلى شخص آخر يتطاير شرا ويتنكر لشعبه ومجتمعه يتجاوز كل حقائق البلد وأهله وحكومته ويمنح لنفسه حرية التناقض والرجوع عن كلام الأمس على نحو شديد التناقض والتلفيق والتهويل وتظل تدور عينيه بين مجموعة كأنه يريد أن يؤكد لها شجاعته وصلابته وعدم اكتراثه بموريتانيا شعبا وحكومة وقانونا، ولا يمكن أن تراه يبتسم أبدا خلال تواجده في تلك المهرجانات المعدة من طرف أعداء البلد.
هل فعلا هذه هي مقتضيات الزعامة السياسية أو زعامة الحرب ؟

هذا هو بيرام !

بيرام هو السياسي الوحيد بهذا المركز الذي لا يمكن أن تسمع عنده تحليلا عن الوضع ولا تصورا للمستقبل ولا حلولا ولا اقتراحات سياسية لمشاكل البلد الصغيرة ولا الكبيرة ولا يزن كلامه ولا يهتم بعواقبه ولا يتحدث كمسؤول ،لايمكن أن تستفيد من أي مداخلة له في أي مجال ولو أمضى ساعتين في الحديث و لا يمكن أن تحلل مواقفه ولا تتوقع ردات فعله وهو الشخص الذي لا يمكن أن يتحدث بنفس المعلومات ولا نفس الوتيرة ولا نفس الموقف حوّل موضوع واحد ولو بعد دقيقتين وهو الشخص الذي يتحدث ويتلون بلون جماعته ومزاجها .
إنه السياسي الذي لايرى سوى نفسه ويسويها بأمن البلد واستقراره وعافيته وقد القت به أصوات بعض العامة الذين يثقون فيه كمخلص لهم من مظالمهم التاريخية بعد أن ساعدته الدولة في ذلك فهو لا يملك أي برنامج ولا أية رؤية حول واقعهم ولا مستقبلهم ولا يمنحهم أي نصيب من الدعم الذي يحصل عليه في الخارج للتخفيف من واقعهم ،يدعمونه لأنهم بعيدين منه ويسمعونه من خلال جرأته عبر الإعلام معتبرين أنه له القدرة على انتزاع حقوقهم وهو بدوره أصبح يعتقد ذلك وقد كان ذلك سببا في تطاير جميع أصحاب الدرب والمشروع عنه .
هذا الرجل الذي تقدم للانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة لم يطبع أي برنامج ولم يتحدث عن الوطن بمنطق المشاكل العامة ولا بالنهوض بالبلد بل تحدث عن المظلومية الفئوية وعن البلد كمجموعات سكانية لا يربطها سوى الظلم ولا يملك من الحل سوى أن يكون هو رئيسا . بيرام هو الشخص الذي يصدق عليه المثل "الكتاب الذي يأمر بالماء ولا يلمسه ".يريد العدالة وتطبيق القوانين في حين أنه يخرق القوانين في كل خرجة أو تصريح أو لقاء يبث الكراهية والتفرقة ويضغط على اللحمة والانسجام ومع ذلك يقول أنه لن يكون رئيسا للبلد في غضون 2029 سواه .

الاسرائليات

الجيش الإسرائيلي هو أسوأ جيش على وجه الأرض من حجم ونوعية الحرائم ومع ذلك تقول اسرائيل إن جيشها من أكثر جيوش العالم أخلاقية ،نفس منطق بيرام الذي يقول إن السود يقتلون في موريتانيا لأنهم سود وإن البلد الذي يجلس جميع أبنائه على مقاعد الدراسة ويسكنون جنبا إلى جنب ويتقاسمون نفس وسائل النقل ونفس الوظائف، وإنها دولة عنصرية ، وإنه إذا لم ينجح في الانتخابات فإن البلد لن تقوم له قائمة ، ومع ذلك يقول إنه هو صاحب الحق ويدافع بالحق وإن الحزب الحاكم يرسل أقلامه وأعضاءه بالأراجيف وبث الكراهية ، ويقول إنه لن ينجح في الرئاسة إلا هو أو ستشتعل موريتانيا ،وبعد ذلك يقول إنه مواطن منافح عن الحق وإن الحزب الحاكم هو من يرسل الناس لتقوم بالدعاية ضد السلم وللكراهية ..
فهل هذا في الواقع هو المسار وهو السلوك وهو التفكير لمن يريد حلا لمشكلة وطنية، أو يريد أن يكون من رواد الحل لها أو يكون زعيما وطنيا أو رئيسا لبلد يصنّفه هذا التصنيف !

أين الدولة ؟

الحقيقة أن بيرام مشروع فتنة في البلد ورأس حربة ضد السلم وضد احترام القوانين وقد صار بحديثه هذا المتكرر عن تركيبة المجتمع على أساس الظلم ووصف الدولة بالعنصرية التي تقتل الناس على أساس اللون والعرق مشكلة كبيرة للمواطنين وهم يطرحون التساؤل هل نحن في دولة لها قوانين؟! أم نحن في في بلد قوانينه كلها ليست سارية على بيرام ومجموعته !!
لماذا تكون الدولة طرفا متمالئا في هذه القضية مع بيرام ضد القانون ! وهل لم تفهم الدروس الدولية؟
وماهي خصوصة بيرام ياترى التي تجعله فوق القانون رغم تهديده للسلم الأهلي .هذا البلد الذي سجن فيه اكثر من رئيس وسجن فيه أكثر من سياسي باسم القانون وباسم الأمن العام كيف يكون بيرام وحده محصن ضد القوانين فيه .
إن مهمة الأمن والسلم والأمان أوْكلها الشعب للدولة ولا يمكن أن تظل الدولة تتعامل معها بهذه الانتقائية التي ستدمر البلد وتضعه أمام حرب أهلية لا مبرر لها ولا دافع لها سوى التأجيج وتدمير هيبة الدولة وسلطانها في القلوب . إننا كشعب لم نعرف الدولة قبل 64 عاما ومازال عهدنا قريب بالفوضى القبلية والاماراتية التي عشناها أكثر من ألف سنة ولا يجمعنا تحت سقف "المخزن" إلا سيادة القانون وإلا فكل كف تمسح عن وجهها .

الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار