الأربعاء
2025/09/10
آخر تحديث
الأربعاء 10 سبتمبر 2025

ولد بكار: هذا النجاح السياسي يستدعي نجاحا اقتصاديا وصرامة في التوجه بالنسبة للسياسات الحكومية ولتنفيذ تعليمات الرئيس

24 أغشت 2025 الساعة 14 و09 دقيقة
ولد بكار: هذا النجاح السياسي يستدعي نجاحا اقتصاديا (…)
طباعة

اختلفت العطلة الصيفية لهذه السنة عن كل السنوات الماضية على نحو لا يخطئه نظر ، فقد لعلع جو البهجة في كل مدينة من مدن الوطن، وكانت المهرجانات الثقافية وصور الاحتضان المرحة للمسؤولين بين ظهراني الأهالي تملأ جدار التواصل الاجتماعي والزيارات التفقدية للمعالم التي يقوم بها الوزراء والمسؤلين وجولات التلاميذ، والبنات المروجات ذوات الشهرة الفائقة وهن يطفن بكاميرات الهواتف ، يدفعن الجمهور لمتابعة نشاطهن السياحي في الداخل ومناظره الخلابة ، واكتظاظ حركة المرور في الشوارع الرئيسية في المدن الداخلية بالسيارات الفارهة على غير عادتها، وقيادة النساء عند غروب الشمس التي كانت من مظاهر بهرجة نواكشوط. لم يكن كل ذلك سوى صدى لقرار رئيس الجمهورية الذي شوهد هو بنفسه عبر صور واقعية في مظهر بالغ التفاني ، وبأدب حتى النخاع ، بالاحتكاك بالمواطنين، وفي أبهى تجليات البساطة في السلوك والملبس، متماهيا بالعامة التي ما وراءها عامة: أناس لا دراية لهم بالدولة، يدخل من هنا ويخرج من هناك ،جالسا وراجلا ، ويقود سيارته بين الحقول والتكتلات السكنية، يحتضن هذه ويسلم على تلك. إنها صور لشخص شغوف بالاطلاع على حقائق مواطنيه دون وسيط. لقد كان في الحقيقة متشبعا بقناعته وبمسؤولياته. كما كان في الشرق كبير شخصيات القصر الرئاسي، الأمين العام لرئاسة الجمهورية، وهو يختلط بالناس ضمن سلوكه المعهود، ويتفقد مصالح المواطنين، ويستمع لمشاكلهم التي ينقلها بأمانة ودراية. كما ظهر في نفس المكان رئيس السياسة في البلد، رئيس الحزب الحاكم، وهو يتفقد بعض السدود ، ويختلط بالناس في نفس مظاهر البساطة كما كان وزير الزراعة النشط يجول ويصول في المنطقة متدفقا على المواطنين . وفي نفس المنطقة وعلى الحدود الملتهبة، كان وزير الدفاع يتفقد الوضع بقبعتيه الوظيفية والاجتماعية. كما ظهر وزير المالية في تگانت محاطا ببعض الأهالي وفي كل مكان تقريبا وزيرا الثقافة والسياحية ، وفي أكثر من مدينة، في غمرة الناشاطات الثقافية العديدة، يعبران عن درجة عالية من الاندماج في السكان والمرح .وفي سابقة، تجول الطلاب الذين يحظون برعاية شركة اسنيم خلال العطلة الصيفية التي كانوا يمضنوها في الخارج، بغبطة في الداخل مرورا بمواقع وطنية لم يكونوا ليروها مثل حوض آرگين ومحمية آوليگات الفريدة في البلد ، كما ظلت تغذي شاشة الهاتف، بنفس درجة الحراك الداخلي، صور المسؤولين والمنتخبين في نشاطات أهلية واسعة غطت البلد .إنه حراك وطني واسع وغزير لا يكشف عن الشرعية الوطنية والسياسية للرئيس فقط ، بل أيضا عن لفتة مميزة لإسقاط الحدود بين الرئيس والحكومة من جهة والشعب من جهة أخرى ، لفتة إلى الشعب المغلوب على أمره في الداخل والذي لم يكن يجد من يحتضنه فترة العطلة ، وإلى الاقتصاد الوطني الذي كانت تشطف العطلة الصيفية هوامش كبيرة من احتياطيه من العملة الصعبة ،وللموظفين الذين كانوا مجبرين على الحصول على غلافين ماليين لتغطية العطلة والافتتاح الدراسي، وبأي وسيلة ياترى ! ، بل هي دينامكية سياسية وثقافية وسياحية في جوانب أساسية ستخلق رؤية مختلفة ومتعددة الجوانب عن الوطن، كما أعطت تفاعلاتها نتائج اجتماعية وانتعاشا تجاريا واقتصاديا شهدته مدننا الداخلية، إضافة إلى لم الشمل وتفقد أوضاع المواطنين. إنها نقلة كبيرة في الاحتكاك بالمواطنين والاطلاع على أحوالهم في سبيل خلق رؤية متكاملة عن الوطن والمواطنين .صحيح أن هذا النجاح السياسي يستدعي نجاحا اقتصاديا وصرامة في التوجه بالنسبة للسياسات الحكومية ولتنفيذ تعليمات الرئيس ، الأمر جد بسيط وجد معقد، فكم من شخص مع الوزير الأول ينفذ تعليمات الرئيس بمسؤولية وانضباط حتى عندما يطلب ذلك بصفة مباشرة.
إن أغلبية الموظفين تملك رأيا خاصا في تقييم و تنفيذ التعليمات، الأمر الذي يخلق تراكما وزحمة وانفصاما واضحا في إدارة البلد ، وظهور قوى موازية ، وبالتالي تعطلا وتأخرا في التنفيذ وفي الديناميكية المطلوبة وفي الانطباع عن الرئيس وصورته وقبضته بصفة عامة . إنه أمر يحتاج إلى لفتة أو قرار تصحيحي أو تعديل يؤكد و يدفع بالمسؤولين الوظيفيين بصفة دائمة في المراكز الحساسة في تحريك دفة البلد، وإلى الواجهة ، مدنيبن وعسكريين، ويتم من خلاله وفي الرؤية الجديدة التخلص من المسؤولين المدنيين والعسكريين القابعين داخل فقاعة الوزن الوهمي من ذوي الطاقات الخاملة وردود الفعل البطيئة أو الانتقائية والأقل انصياعا للتعليمات فالدولة جسم واحد والرئيس هو صاحب الشرعية السياسية الوحيدة للنظام .

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار