الثلاثاء
2025/10/14
آخر تحديث
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

الدولة العصرية لها نظم ومقومات

19 يوليو 2025 الساعة 21 و56 دقيقة
الدولة العصرية لها نظم ومقومات
طباعة

أمس كنت في تگانت واليوم في آدرار.. الإمكانات السياحية للبلد كبيرة، والمواطنون بحاجة إلى السياحة الداخلية لتنشيط الاقتصاد وتعزيز التواصل والتعارف فيما بينهم..
يدل هذا على أن دعوة فخامة رئيس الجمهورية الهامة يمكن أن يكون لها صدى، طبعا سيكون ذلك ناقصا الآن، لكنه سيكون كاملا عندما تخلق الظروف الملائمة لذلك، مثل:
1- إرسال بعثات لتخطيط المدن والقرى الكبرى، فكل مدن البلاد التي مررت عليها عبارة عن "كزرات" عشوائيات غير مخططة -إلا النادر القليل، وهذا لا يليق ببلد بعد 60 سنة من الاستقلال، مع أن التخطيط لا يكلف أكثر من خبير خرائط ينظم الشوارع والساحات فلا يحتاج إلى مال، في حين عدم التخطيط يمثل عائقا أمام ازدهار المدن وتثمين القيمة العقارية والاقتصادية للداخل..
2- تثمين المدن الداخلية بإنشاء البنى التحتية والمرافق العمومية والخدمات الأساسية في المدن الداخلية وأهمها الجامعات فليس من المعقول أن كل من أخذ له ولد أو بنت من واد الناگة إلى فصالة شهادة الباكالوريا يضطر للسكن في انواكشوط لتعليم أبنائه، وبعد الجامعات: المعاهد والمستشفيات والمشاريع والمصالح الخدمية للوزارات، فهذه الأمور لا أمل في تنمية الداخل دونها..
3- اعتماد خطة عمرانية مدنية ترجع مجموع المدن والقرى في البلد إلى 500 مدينة وقرية بدلا من 8438 حاليا، واعتماد خطط تنموية لصالح هذه الخمسمائة والقضاء على الباقي لأنه مجرد هدر، فأكثر من 7 آلاف تجمع قروي الآن في البلاد لا يتوفر على مقومات الاستمرار، ومع ذلك يستنزف طاقة البلد في الماء والكهرباء والصحة والمدارس التي لا يوجد من يقرأ فيها، وإنما بنيت لإشباع غرور قبلي أو أسري يتنافى مع الدولة العصرية..
الدولة العصرية لها نظم ومقومات، فإما أن نعتمدها، وإما أن نظل في هذه الدوامة التي هي السبب الأول فيما نشهده من فساد ومحسوبية وزبونية..

من صفحة الإعلامي الحسين بن محنض