الثلاثاء
2025/06/24
آخر تحديث
الثلاثاء 24 يونيو 2025

إلى فقهائنا الأجلاء..

5 يونيو 2025 الساعة 16 و33 دقيقة
إلى فقهائنا الأجلاء..
طباعة

(الأسئلة الموسمية التي تصدع رؤوس العامة من أمثالي)
 جعل الله الأهلة مواقيت للناس فقال: "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس"، وجعل الصلاة كتابا موقوتا فقال: "إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا"، فلماذا يقبل الفقهاء الاعتماء على الحساب الفلكي (الساعات)، في تحديد أوقات الصلاة، وبداية ونهاية يوم الصوم، ويرفضونه في تحديد بداية ونهاية شهر الصوم؟!
 لماذا نقبل بتغير وسيلة النقل للحج (الطائرة بدل كل ضامر) رغم ورود النص بالوسيلة (رجالا وعلى كل ضامر) ولانقبل بتغيير وسيلة ثبوت الشهر بحجة ورود النص بالوسيلة (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)؟!
 لماذا لايعمل أهل روصو موريتانيا برؤية روصو السنغال مثلا، رغم تقاربهما واتفاقهما في التوقيت، بينما يعمل سكان كانصادو نواذيبو برؤية سكان عدل بكرو رغم تباعدهما، واختلافهما في التوقيت بما يقارب الساعة أو يزيد؟!
 ألا يعتبر حديث "صوموا لرؤيته" خطابا عاما للمسلمين أين ماكانوا، فيكون بذلك صريحا في تعميم الرؤية؟!
 أليس حديث كريب الذي يستدل به القائلون بأن لكل بلد رؤيته، دليل على أن الحدود السياسية غير معتبرة لأن الدولة الإسلامية حينها دولة واحدة، وإنما المعتبر الأقاليم الإدارية "الولايات مثلا" فلكل ولاية رؤيتها المحلية (نواكشوط، لبراكنة، لعصابة..الخ)؟!
 أليس القول باختلاف المطالع مستند على مفهوم فلكي صرف، ولايكون مؤثرا دائما، وإن أثر ففي فارق 15 إلى 20 درجة بين خطي الطول في منطقتين (حوالي ساعة في التوقيت)، فلا علاقة له بالحدود السياسية وهو ليس مسألة منضبطة عند أهل الفلك؟!
 أليس في القول باختلاف الرؤية إذا بعدت المسافة بما بين خراسان والأندلس إقرار بأن رؤية العالم العربي كله تقريبا واحدة لأن المسافة بين إيران واسبانيا بريا حوالي 8000 كلم ومسافة نواكشوط من مكة بريا دونها وهي حوالي 7000 كلم؟!
 هل لحدود سايس بيكو اعتبار شرعي، وهل لو انفصل إقليم عن دولة ما ستكون لهم رؤيتهم المستقلة شرعا وما معيار ذلك شرعا (تكون سلطة سياسية، أو وجود قوة عسكرية، أو اعتراف الأمم المتحدة مثلا) ؟!
 أليس اليوم الذي يباهي فيه الله بأهل عرفات أهل السماء، ويكثر فيه العتق من النار، ويغفر لصائميه من غير الحجاج سنة قبله وسنة بعده هو يوم وقوف الحجاج بجبل عرفات حيث أصبحنا نراهم رأي العين حيث ما كنا؟!
 أليس حديث "نحن أمة أمية لانكتب ولانحسب، الشهر هكذا وهكذا" مصرح بالعلة، فمتى أصبحت الأمة تكتب وتحسب جاز لها اعتماد الحساب الفلكي الدقيق دورانا للحكم مع علته؟!
تلك عشرة أسئلة من جاهل لايريد أكثر من "حل الراص".

من صفحة المحامي محمد المامي مولاي أعلي