الأربعاء
2025/10/15
آخر تحديث
الأربعاء 15 أكتوبر 2025

قصتي مع سوفه..

4 يونيو 2025 الساعة 10 و39 دقيقة
قصتي مع سوفه..
طباعة

إنسانية تمشي على الأرض: امخيطرات ولد محمد فال

في زاوية هادئة من ولاية كوركول، وتحديدًا في مقاطعة أمبود، لا يحتاج الناس إلى كثير من الكلمات حين يُذكر اسم الحاكم امخيطرات ولد محمد فال، فتكفي نظرات الامتنان، وابتسامات الرضا، وحديث القلب قبل اللسان.

هو ليس مجرد موظف إداري يؤدي واجبه من خلف مكاتب باردة، بل إنسان يخرج من مكتبه إلى هموم الناس، يستمع أكثر مما يتكلم، يواسي أكثر مما يوبخ، ويبني جسور الثقة لا جدران البيروقراطية.

في الأسواق، في الأحياء، بين البسطاء، في القرى المعزولة والمزارع النائية، كثيرون تحدثوا عنه، لا كما يتحدث الناس عن مسؤول، بل كما يتحدثون عن أخ كبير، عن سند، عن رجلٍ إن طرق بابه مظلوم وجد أذنًا صاغية، وإن لجأ إليه مريض وجد رعاية لا تخضع للتسويف.

الحاكم امخيطرات ليس من أولئك الذين يغيبون عن ميدان الناس، بل من أولئك الذين يجعلون من آهات المواطن مسؤولية شخصية، ومن معاناته دافعًا للعمل، ومن طموحه أفقًا لا بد أن يتحقق.

في أمبود، حين يسأل الغريب عن الحاكم، تأتيه الإجابة من أكثر من لسان:

“هو معنا، لا فوقنا”
“يسأل عن أحوالنا قبل أن نسأل عنه”
“أبوابه مفتوحة، وابتسامته لا تغلق”

بعض الكلمات لا يمكن أن توضع في تقارير رسمية، لكنّها محفورة في القلوب:
طفلٌ فقير تلقّى دواءً بأمر مباشر منه،
أرملةٌ وجدت في مداخلته دفئًا غاب عنها طويلاً،
وشابٌ عاطل نال فرصة فقط لأنه آمن أن بين المسؤولين من يسمع ويحس.

إنها الإنسانية حين تتجسد في سلوك حاكم…
والقرب حين لا يُملى من تعليمات فوقية، بل يُولد من إحساس صادق بأن المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفًا.

في زمنٍ تتوارى فيه الإنسانية خلف الملفات والإجراءات، يشكل امخيطرات ولد محمد فال استثناءً نادرًا، رجلًا يسير في درب الأمل… لا بالأضواء، بل بخُطى ثابتة على تراب المعاناة.

كتبه محمد الأمين عرفه